ويرى الباحث أنه « بعد انتهاء المعارك العسكرية بانتصار دول التحالف وبعد مشاركة الجنود المغاربة المتميزة في جبهات القتال وتقديرا للموقف النبيل الذي عبر عنه سلطان محمد بن يوسف تجاه فرنسا، قامت هذه الأخيرة بدعوة العاهل المغربي بشكل رسمي إلى المشاركة في احتفالات الانتصار على النازية. ورافق السلطان في رحلته أولاده الأمراء وكبار الوزراء والموظفين ووفد صحفي يمثل عدة منابر إعلامية ناطقة باللغتين العربية والفرنسية، وقد أحيطت تحركات العاهل المغربي داخل التراب الفرنسي بكامل العانية والاهتمام وخصصت عدة مؤسسات رسمية حفلات استقبال على شرفه. كما قامت الصحافة الفرنسية بتغطية منتظمة لهذه الزيادة وحرصت على إبراز عمق الروابط التاريخية التي تجمع المغرب بفرنسا وهي إشارات تفيد اهتمام الحكومة الفرنسية بهذه الرحلة ورغبتها في توظيف نتائجها لإعادة ترتيب أوراقها بالمغرب، خصوصاً أن فترة الحرب كانت حافلة بالعديد من التطورات التي لم تكن في مصلحة الاستعمار الفرنسي ».
وتأتي قيمة هذه الرحلة في كونها تضع القارئ أمام موضع آخر، فهي لا تهتم بالرحلة الأجنبية إلى المغرب بل العكس. وفي هذا الأمر، ما يستحقّ الانتباه لخصوصية هذه الدراسة وقيمتها من الناحية المعرفية، خاصّة وأنها تُقدّم للمؤرّخ معلومات هامة على هذه المرحلة التاريخية ووقائع الرحلة وأثرها في بنية الاستعمار الفرنسي.