ويعد المعرض منصة مرجعية لتثمين تراث الفروسية بالمغرب، وإبراز المهن المرتبطة بهذا الموروث الأصيل، فضلا عن استعراض أهم الإنجازات والبرامج التي تهم قطاع تربية الخيول والفروسية.
وقال الدكتور الحبيب مرزاق، مندوب المعرض إن الشعار المختار لهذه الدورة هو : «العناية بالخيل، رابطة وصل بين ممارسات الفروسية»، مضيفا أنه « سيتيح هذا المحور تسليط الضوء على الأهمية البالغة للعناية بالفرس، التي تحكمها القوانين والأخلاقيات على حد سواء، كما يعكس حرص الفارس على الحفاظ على السلامة الجسدية والنفسية لفرسه« . كما سيكون هذا الموعد الكبير فرصة أخرى لتثمين ثراء تراث الفروسية المغربية بكامل تنوعه الرياضي والثقافي والاحتفالي.
وتركز دورة هذه السنة على تعميق النقاش الجماعي حول إدماج تطور قطاع الخيل ضمن دينامية مسؤولة ومستدامة، من خلال تسليط الضوء على شروط الإيواء، والتربية، والرعاية، والاستعمالات المتعددة للفرس.
كما تعكس تزايد الوعي، على الصعيدين الوطني والدولي، بأهمية إعادة الخيول إلى قلب ممارسات الفروسية، سواء في المسابقات، أو العروض، أو الإنجاب، أو الترفيه، حيث أضحت العناية بالفرس معيارا أساسيا للمهنيين والجمهور على حد سواء.
ويقترح المعرض برنامجا متنوعا، يضم منافسات في الفروسية بمعايير عالمية، من أبرزها الجائزة الكبرى للملك محمد السادس للقفز على الحواجز (CSI 4*W/CSI 1*)، والجائزة الكبرى للملك محمد السادس للتبوريدة، التي تجمع نخبة من ألمع السربات من مختلف جهات المملكة.
كما ستخصص منافسات أخرى للاحتفال بالخيول البربرية، والعربية البربرية، والعربية الأصيلة، في عروض تجمع بين الأناقة، والانضباط، والشغف.
ومن بين مستجدات هذه الدورة تنظيم، لأول مرة، المباراة الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة صنف A في عرض الألقاب Title Show، في اعتراف من الهيئات الدولية بالتميز الذي حققته هذه المنافسة.
وعلى المستوى الثقافي والعلمي، سيحتضن المعرض برنامجا ثقافيا وعلميا غنيا، حيث ستتناول المحاضرات، التي ينشطها خبراء مغاربة ودوليون، مواضيع متنوعة ومتخصصة.
وهكذا، ستخصص الدورة سلسلة من الندوات حول العناية بالخيل والتراث المرتبط بالفروسية، تجمع ثلة من الباحثين والخبراء والمؤرخين والمهنيين في المجال، حول موضوع « العناية بالخيل، رابطة وصل بين ممارسات الفروسية ».
وستنظم هذه الندوات على شكل جلستين يشارك فيهما متدخلون وطنيون ودوليون من خلفيات علمية ومهنية متنوعة ومتكاملة.
كما سيحظى الزوار بفرصة متابعة عروض للفروسية تقدمها فرق مغربية وأجنبية، تجمع بين المهارة التقنية، والبراعة، والحس الفني، مع إضافة جديدة هذا العام تتمثل في ثلاث عروض مذهلة ت قد م لأول مرة.
كما ستعرف هذه الدورة، عروضا في الفروسية لمؤسسات وطنية من قبيل خيالة الدرك الملكي، وخيالة المديرية العامة للأمن الوطني، وأكاديمية فنون الفروسية الحديثة بمراكش التابعة للشركة الملكية لتشجيع الفرس، الذين سيقدمون عروضا تجمع ما بين الدقة العسكرية، والانضباط الفني، والتراث الثقافي.
هذا وحرص منظمو المعرض على منح الأطفال فرصة تفاعلية محورها الخيول، كما سيتضمن برنامجها ورشات تربوية، وأنشطة تفاعلية، وعروضا علمية، وتدريبات تطبيقية مع الفرس.
يشار إلى أن معرض الفرس بالجديدة، والذي تتواصل دورته السادسة عشرة إلى غاية الـ 5 من أكتوبر، أصبح على مر السنين، فضاء للتبادل والحوار بين مختلف الفاعلين في عالم الفروسية، وواجهة لجهات المغرب تتيح تثمين خصوصياتها ومساهمتها في الحفاظ على التراث الثقافي الغني للفروسية بالمملكة.
