ومكنت زيارة الوزير من الاطلاع على المؤهلات التاريخية والتراثية للموقع الأثري مزورة، الذي يكتنز خصوصيات معمارية وتاريخية في حاجة إلى أبحاث علمية دقيقة.
وقال بنسعيد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، إن موقع مزورة «معلمة فريدة ليس فقط على صعيد شمال إفريقيا، بل على الصعيد الدولي، لأن المعالم المشابهة له في العالم هي قليلة جدا».
وتابع الوزير أن للموقع «أهمية كبرى في المجال الأثري والأركيولوجي، وهناك اهتمام كبير على الصعيد الوطني والدولي بهذا النوع من المعالم التاريخية»، مشددا على أن الوزارة منخرطة بأن يحظى الموقع بالترميم وأن يتم تعزيز الأبحاث العلمية حول هذه المعلمة، والتي سيقوم بها المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، لأن هناك جزء من تاريخ الموقع لا نعرفه، وهو ما يقتضي دعم الأساتذة والباحثين للكشف عنه.
وأضاف أنه يتعين أيضا الاهتمام بجمالية المنطقة، وهي فرصة لربط المآثر التاريخية بتنمية محيطها وترسيخ مفهوم السياحة الثقافية، من خلال استثمار المؤهلات لربط الماضي بالحاضر والمستقبل، لإنعاش الدورة الاقتصادية المحلية، وبث دينامية إيجابية في هذه المنطقة من إقليم العرائش.
من جهته، أكد مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، عبد الجليل بوزوكار، أن «الموقع مهم جدا ليس فقط بالنسبة لتاريخ المغرب، بل لتاريخ إفريقيا والإنسانية».
وأبرز المتحدث أن الموقع يتكون في الواقع من موقعين، الأول هو الأحجار الدائرية والتي تؤرخ بين الألف الرابع والثالث قبل الميلاد، والموقع الثاني هو الوسط الذي يطلق عليه اسم «تيميلوس»، وهو يؤرخ بين القرنين الخامس والرابع قبل الميلاد“.
واعتبر العالم الأركيولوجي عبد الجليل بوزوكار أن هذا الأمر مهم للغاية تاريخيا لأنه يعني أنه في نفس المكان كانت هناك استمرارية لتواجد النشاط البشري، كما يظهر مقدرة الإنسان على بناء الأحجار بهذا الشكل، أي وضع حجرين يتراوح طولهما بين 4,2 و 5 أمتار في المدخل ورص حزام دائري بأحجار ارتفاعها 1,5 مترا.
وقال إن «هذا التشكيل يظهر مقدرة الإنسان الذي كان يقطن هنا على إتقان طريقة البناء زمنا قبل الالتقاء مع أقوام أخرى، بمعنى انه كانت هناك إرهاصات أولى للعمارة»، مبرزا أنه يعتقد أن تم اعتماد نوع البناء هذا لأغراض التنظيم الاجتماعي وربما العقائدي المرتبط بالطقوس التي كانت ممارسة حينها.
يذكر أن موقع مزورة، الذي يقع على تلة على ارتفاع 54 مترا على بعد حوالي 20 كلم شمال شرق العرائش، يعتبر من صنف «كرومليك»، حيث تتراص بشكل عمودي 167 صخرة بأحجام وأشكال مختلفة، ويعد الأكبر من نوعه بشمال إفريقيا ويعتقد أنه يعود إلى العصر البرونزي.