يعتبر هذا الفيلم، أحد أبرز الأفلام الهامّة في سيرة محمد إسماعيل، باعتباره من الأفلام المركبة التي تتجاوز كونها مجرّد فيلم. إنه المخرج يبحث من خلاله عن نمطٍ سينمائي مغاير من خلال ثيمة الحب في علاقته بالحرب الأهلية الإسبانية. وهو موضوع غير مطروق من قبل، إذْ حاول المخرج أنْ يتناوله بطريقة تُظهر الفيلم وكأنّه ينتمي إلى تلك الأفلام الكبيرة التي طالما شاهدناها حول الحب والحرب والمأساة.
ومن أتيحت له فرصة مشاهدة الفيلم يكتشف ذلك الوهج الذي تنضح به الصور السينمائية في البحث عن صورة شعرية مغايرة داخل سينما مغربية تئن تحت التدوير والتقليد. لقد حرص الراحل محمد إسماعيل أنْ يصوّر الفيلم بقلبه دون أنْ يخضعه إلى رقابة العقل.
ويعد محد إسماعيل من المخرجين القلائل في المغرب الذين جددوا الصناعة السينمائية وعملوا على تطويرها. ذلك إنّ الرجل أعطى كل شيء للسينما، إذْ حرص إلى جانب مجموعة من المخرجين على وضع السينما المغربية في مختبر الحداثة والتجريب، وذلك من خلال الانفتاح على قضايا جديدة كانت تدخل في حكم اللامفكر فيه داخل السينما المغربية، بعدما جعلها محمد إسماعيل تمتطي سيرة التخييل وفق آليات مختلفة من التخييل ومتباينة من التفكيك.
