في وقت اختار فيه المغرب الانفتاح على البلدان الإفريقية، بات مصير هذه الدورة من المهرجان معلقا، إذ أفادت مصادر عليمة أن الدعم المخصص لمهرجان السينما الافريقية لا يغطي مصاريفه، سيما وأن هناك ما يفوق 20 دولة تشارك فيها سنويا. وقالت مصادر من مؤسسة المهرجان إن الدعم الممنوح من المركز السينمائي يصل إلى 130 مليون سنتيم، فيما يساهم المكتب الشريف للفوسفاط بـ150 مليون سنتيم، في حين يقترح المجلس البلدي لخريبكة دعما لا يتجاوز 20 مليون سنتيم، وهو ما سيؤدي إلى تعليق دورة هذه السنة، خصوصا وأن كلفة المهرجان تصل إلى حوالي 500 مليون سنتيم، مستغربة صمت «عامل الإقليم حول ما يحدث».
واعتبرت مصادر أخرى أن قرار المجلس البلدي يُعاكس توجهات المملكة في الانفنتاح على محيطها الافريقي من خلال الزيارات المتتالية لملك البلاد على رأس وفوة وزارية واقتصادية مهمة في محاولة لإعادة إحياء الروابط التي تجمع المغرب بأصوله الافريقية، مشيرة إلى أن «المجلس البلدي يحاول السيطرة على مؤسسة المهرجان، إذ يبحثون عن تولي رئيس المجلس البلدي رئاسة المهرجان وإلغاء المؤسسة».
ويعد مهرجان خريبكة للسينما الإفريقية من أقدم المهرجانات الدولية بخريبكة حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى سنة 1977، وعلى امتداد هذه السنوات، استطاع المهرجان أن يعرف بالسينما والسينمائيين الأفارقة من خلال الأجيال المتعاقبة خلف كاميرات التصوير التي رصدت التطورات التي عرفها المجتمع الإفريقي، فيما شكلت سنة 2000 نقطة التحول بعدما تحول الحدث من ملتقى سينمائي إلى مهرجان لكل الأفارقة.