ونشط هذان الموسيقيان اللذان راكما ارثا موسيقيا ثمينا حفل افتتاح هذه الدورة المقامة تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس من خلال مقاطع موسيقية، تشيد بالسلام والحوار بين الأديان والحضارات، من متون الفن الكناوي والأناشيد الصوفية للزوايا ونظيرتها الهندية.
وعلى إيقاع وصلات موسيقية أصيلة وأخرى تم تكييفها مع الوسط الفني الأجنبي، استقطب هذا اللقاء، الذي صنعت أجواءه آلات موسيقية تقليدية وأخرى حديثة، وخصوصا في حوار بين القيثارة والكمبري، أعدادا غفيرة من المعجبين بهذه الموسيقى حجت الى ساحة مولاي الحسن للتفاعل مع هذه الأمسية التي استمرت الى ساعة متأخرة من الليل، قبل أن يأتي دور فرق (احمادشة) لتلهب الأجواء الروحية التي احتضنتها هذه الساحة الرمزية بالمدينة.
وكان حميد القصري، الذي رأى النور في العام 1961 بالقصر الكبير وتعلق بفن كناوة منذ نعومة أظافره قبل أن يبزغ نجمه بهذا الصنف الموسيقي بفضل صوته العميق والكثيف، قد خلق الحدث في دورة 2004 من المهرجان إلى جانب عازف البيانو النمساوي الراحل جو زاوينول من خلال تقديم عرض موسيقي مشترك.
وأوضح القصري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الموسيقى الروحية تجمع الناس" مبرزا أنه حاول العمل على هذا المشروع من خلال مزج مختلف أصناف الموسيقى فضلا عن موسيقى (احمادشة) لتقديم منتج موسيقى جديد للجمهور.
ومن جهته، يعد حميد خان، الذي دأب على مشاركة فنانين من مختلف أنحاء العالم أداءهم الموسيقي، أحد كبار الفنانين الموسيقيين بالهند، ويتميز هذا الفنان الشهير على المستوى الدولي بطابعه الفريد حيث يمزج بين الشعر والموسيقى الكلاسيكية الهندية إلى جانب تمكنه من آلة القيثارة.
وقال خان، في تصريح مماثل، إنه تمكن بفضل الموسيقى من التواصل مع فنانين وجماهير عبر أنحاء العالم، على الرغم من اختلاف اللغات.
كما جمع المعلم مصطفى باقبو المعروف بتفننه في مزج الايقاعات الموسيقية، خلال هذه الأمسية الافتتاحية، بين الكمبري والقيثارة ليقدم باقة من المقاطع الموسيقية رفقة المجموعة الدانماركية (ميكيل نوردس باند) التي دأبت على التعاون مع فنانين أفارقة وبرازيليين.