تتميّز كتابات بنعبد العالي بقيمتها الفكرية. إذْ رغم أنّ معظمها مجرّد مقالات، إلاّ أنّها قيمتها الفكرية تبق غنيّة وقادرة على تقديم إشارات ضوئية صوب مفاهيم وقضايا لا مفكّر فيها عربياً. بل إنّ صاحب « جرح الكائن » بدا من خلال هذه المؤلفات يمتلك أسلوباً محدّداً يُميّز عن باقي الكتاب والمفكّرين. فإذا كانت مؤلفات الطيب التيزني وحسين مروى وعبد الإله بلقزيز ومحمّد نور الدين أفاية ذات هندسة منهجية مختلفة، فإنّ كتابات بنعبد العالي عبارة عن مقالات فكرية مفتوحة على الواقع اليومي. فهو لا يروم فقط في كتاباته إلى استحضار قضايا وإشكالات ذات صلة بالأنساق الفلسفية الكبرى، بقدر ما يعمل على ربطها بالتحولات اليومي. فتأتي الكتابة مدخلاً للتفكير في فلسفة اليومي، الذي يعتبر عبد السلام بنعبد العالي أحد الأسماء البارزة التي برعت في هذا النّمط المغاير والمختلف من التفكير الفلسفي.
تتميّز كتابات بنعبد العالي بقيمتها الفلسفية وقيمتها من ناحية الكشف عن موضوعات لا مفكّر فيها عربياً، إذْ تبرز قيمتها في التفكير من خارج الحدود الضيّقة والسياجات المغلقة. إذْ تأخذ الكتابة شكل الحرية في اختيار الموضوعات والتعبير عنها وفق طريقةٍ فلسفية تجعل من اليومي يمتلك قيمة كبيرة. إذْ ما لا نعتبره مُهمّاً يغدو أكثر أهمية من الذي اعتقدنا أنّه الأهم. هكذا هي كتابات بنعبد العالي المُخلخلة في تفكيرها والمؤسسة في رؤاها على تراكم معرفي كبير جعله يصل إلى هذا الشكل على مُستوى الكتابة.