تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه يقدم صورة مغايرة عن المغرب وذلك لكون فعل الكتابة يأتي من وجهة نظر برانية تدفع السيدة الإيطالية إلى حكي ما شاهدته عن المغرب، بما يجعل شكل المقاربة مختلفة عن الكتابات التي كتبها مغاربة في الأصل. وحسب المؤلفة فإن الكتابة مجددا عن المغرب « بداعـي الرغبـة في سرد أشـياٍء ٍ جديـدٍة ومشـوقٍة، قـد تبـدو غـرورا متعاليـًاً وعملا غري مجـٍد، وذلـك بعـد أن قامـت أقلام مرموقـة ٌ ، وعقـوٌل بـارزٌة،ٌ ولوحـات الرســم البراقة بألوانهــا، بوصــف العــادات الغريبــة لهــذه المناطق، وطبيعتهــا الوافــرة الخصوبــة، وســكانها الوســيمين والخاملين، وغير ذلـك مـن الأشياء التـي تسـتحق أن نتعرف عليهــا ».
وحسب المؤلفة « وإذا قــام العديــد مــن الرجــال بدراســة المغرب ٍ بشـكٍل دقيـق، فـإن النسـاء لم يقمـن بذلـك مطلقا. لقـد قـام شعراء وفنانــون بوصــف رحالتهــم إلى المغرب، أمــا القلم شــعراٌء القلــم الأنثوي فلــم يســبق لــه أن وصــف هــذه الرحلات المشوقة والشـاقة التـي تسـتمتع العين خلالها دائـمًاً بالطبيعة السـخية، والتـي تثري العقـل بأجمـل الـرؤى وأحـدث المعارف. بفضـل خربتهـا الطويلـة، يمكن لكاتبـة هـذه المذكرات أن تقـوم بمثل هـذه الدراسـة، وقـد قامـت بهـا بالفعـل معتبرة إياها عملاً جديدا وربما ليس عديم الفائدة« .




