وقد جاء هذا الاختيار بعدما أنهت اللجنة العربية عملية المشاهدة والاختيار، والتي تشكلت من يوسف عايدابي من السودان (رئيسا)، وعضوية كل من: مهند الهادي من العراق ومحمد خير الرفاعي من الأردن وعبد المجيد الهواس من المغرب ومعز حمزة من تونس. فقد تم اختيار 20 عملاً مسرحياً سيتمّ عرضها داخل المسارح العراقية. وتتميّز هذه النصوص وغيرها بقدرتها على التجريب والاشتباك مع قضايا يوميّة تطال الإنسان العربي في علاقته بالسياسة والمجتمع والتاريخ. فالأعمال المسرحية المختارة تتناول في عمومها موضوعات ذات صلة بالواقع.
وتقول الفنانة اللبنانية نضال الأشقر في كلمتها التي ستُلقيها في اليوم العربي للمسرح بالتزامن مع انطلاق المهرجان بأنّ « هذا الإبداع وهذه الحرية هو الخطير والجميل في عالمنا المسرحي. فماهي الديمقراطية إنْ لم تكُن كلّ ذلك وما هي حقوق الإنسان التي نُمارسها في المسرح؟ حرية التعبير، حرية المعتقد، حرية الحركة والخيال والكلمة، حرية الاجتماع والمجاهرة، كل ذلك يُطبّق في المسرح » وتُضيف بأنّ « المسرح الفريد الذي نتوق إليه: عالم ليس فيه حروب حقيقية ولا يراق دم حقيقي، ولا سيوف ولا رماح إلاّ من خشب ولا قنابل إلاّ من دخان لكنّها تفعل في النفوس والخيال، وهي أمضى من السيف القاطع وأعمق من الجرح وأبعد من الواقع ».
جدير بالذكر أنّ مهرجان المسرح العربي، بات من اللحظات المسرحيات الهامّة التي تمزج في يومياتها بين جماليات المشاهدة وقوة التفكير في المسرح، لا كفنّ ترفيهي، وإنّما كخطاب مسرحي قادر على التأثير في المجالات الإبداعية الأخرى. أما عن التجارب المغربية التي وقع الاختيار عليها، فهي تنتمي إلى المسرح المعاصر بكلّ ما يقترحه من مفاهيم وأفكار ورؤى ذات صلة بالواقع المغربي وتحوّلاته.