في حوار مع le360، يوضح الكهفعي، الذي يُعدّ واحداً من الوجوه الهامّة داخل المَشهد التشكيلي بأنّ سبب غنى ممارساته الفنية المتنوّعة بين الصباغة والحفر والرسم، يرجع بالأساس إلى ذاته المتنوّعة وقُدرته على تدبير هذا التعدد بما يخدم التجربة الفنية وعوالمها، ويضمن لها استقرارها ومكانتها داخل المُمارسة التشكيلية بالمغرب. ويأخذ شكل هذه الممارسة طابعاً جدياً، ففي الرسم تُصبح بورتريهات الفنان أكثر واقعية من الواقع الذي تعمل الصباغة بدورها على إضفاء نوعٍ من التمويه البصري عن طريق الألوان وفتنتها. بينما تأخذ أعمال الحفر شكلاً بصرياً تنقيبياً عن طريق الآلة. فالعمل في هذا النوع الفني يُعطي لكافة أعضاء الجسد حضوره داخل العملية الفنية.
إنّ اللوحة عند الفنان امتدادٌ عميق للواقع، بل تغدو في لحظةٍ ما بمثابة واقعٍ مُصغّر يرنو إليه لخلق طباقٍ بصري مع الواقع الذي يعيش فيه. إنّ بورتريهات الكهفعي تُمثّل حداثة فنية مبتكرة، لكونها المعاير الكلاسيكية المعمول بها في صناعة البورتريه الفنّي. لأنّه النموذج الذي يقترحه علينا، لا يُقدّم نفسه كمحاكاة تجاه الواقع وتضاريسه، بل هو كشفٌ للمنسيّ والمكبوت من هذا الواقع. هذا المكبوت هو الذي يجعل اللوحة تنتمي إلى عرش الخيال وليس للواقع نفسه. هذا التناغم/ الانفصال البصري القائم في تجربة الكهفعي له خصوصياته الفنية التي بها تتميّز وتُساير تطوّرات الفن المعاصر.
من رافق تجربة الكهفعي في تعددها وغناها وسفرها الدائم بين تيارات فنية وأساليب جماليّة ذاتية، سيُلاحظ بأنّ الإنسان يُعدّ مركزاً للوحة. لكن في السنوات الأخيرة، يُسجّل يرى المتلقّي كيف تغيّرت شخصيات الكهفعي وأصبح هناك نساء ورجال وأطفال كثر في لوحاته، وهو أمرٌ راجع بالأساس إلى تحوّل اجتماعي في حياته الخاصّة. كما أنّه تعدّد يُظهر حركية الأجساد داخل البيئة المراكشية.