يركّز الكتاب على التحولات السياسية والقضائية زمن الحماية الفرنسية، حيث يُظهر بعض جوانب من تاريخ قبائل آيت عطا وما لعبته من أدوار تاريخيّة هامة. ويدخل تأليف الكتابة ضمن الاهتمام بمفهوم الهامش داخل الكتابة التاريخيّة، وهو نمطٌ معرفي أتاح للعديد من الباحثين والمؤرخين إعادة كتابة تاريخ بعض القبائل ومحاولة تقديم مقاربات تاريخيّة تسلّط الضوء على بعض من المنسي في سيرة هذه التكتلات وكل ما يحيط بإطارها القبلي. خاصة وأنّ الاهتمام بالتاريخ من الأسفل يمكننا من تلقي نموذج مختلف من الكتابة التاريخيّة الحريصة على استعراض بعض اللحظات العابرة من الناس العاديين. فهذا الاهتمام بالبعد المحلي في كتابة تاريخ المغرب، يساعدنا على فهم التحولات التي عرفتها هذه القبائل لا انطلاقاً من المركز بل من الهامش الذي يؤسس عليه فعل الكتابة.
يقول احدى امحمد «من المعلوم أن كتابة جوانب مختلفة من تاريخ القبائل المغربية والهوامش بشكل عام لم يكن ضمن انشغال الكتابات الكلاسيكية، ذلك أنّ اهتمامها كان منصباً بالأساس حول تاريخ السلاطين وأسرهم وصراعاتهم وحروبهم وحركاتهم. لعلّ المتأمّل فيها ورد ضمن مصنفات القرنين الثامن والتاسع عشر الميلاديين من إشارات محتشمة إلى قبائل آيت عطا، سيلاحظ أن هذه الإشارات مع ما تحمله من أوصاف قدحية لا تحيد عن سياق التأريخ لحركات بعض السلاطين إلى مجالات تافيلالت ودرعة لتأديب هذه القبائل وكسر شوكتها. وبخلاف هذا أولت الكتابات الكولونيالية التي جاءت في سياق التعرف على المغرب والتمهيد لاحتلاله، اهتماماً كبيراً لتاريخ القبائل العطاوية ومجالها وتقسيماتها وأعرافها وعاداتها، والشيء الذي جعل من هذه الكتابات مادة مرجعية لا غنى عنها بالنسبة لكل باحث في تاريخ هذه القبائل وإن كانت لا تخلو هي الأخرى من بعض التصوّرات والأحكام الجاهزة».
