ويشارك في الندوة التي تأتي على هامش موسم أصيلة الثقافي كلّ من شرف الدين ماجدولين ومحمد نور الدين أفاية ونبيل باهيا وعمر بنموسى وعز الدين الهاشمي الإدريسي ويوسف وهبون ومحمّد الراشدي. فقد اعتاد مهرجان أصيلة تقديم عدد من الفنانين العرب ممّن قدّموا منذ سبعينيات القرن الـ 20 إسهامات كبيرة في المجال التشكيلي وحرصوا على نقل التجربة التشكيلة إلى عوالم الحداثة البصريّة القائمة على تجريب الأشكال والمواد والألوان والموضوعات وتطويعها في حلّة معاصرة، بقدر ما تستند على تحوّلات الواقع والذاكرة ترنو إلى التخييل والحلم.
هذا ويعتبر منسق الندوة شرف الدين ماجدولين بأنّ المنجز الفني لعبد الكبير ربيع « ركنا أساسياً في مغامرة التجريب الذي خاضه رواد الحداثة التشكيلية المغربية منذ النصف الثاني من القرن الماضي، إذْ بحسب الرعيل المؤسّس للتجربة الرمزية المغربية من جهة خوضها في إعادة وعي التراث البصري وتقليب احتمالات تقاطعه مع الكشوفات الفنية المعاصرة، لأجل صوغ مدونة تشكيلية لا أصالتها وبلاغتها وقواعدها النافذة، وبناء على هذا الافتراض يتجلى عمل هذا الفنان الوافد من حقل التدريس في ستينيات القرن الماضي، بما هو مؤلّف سردية رمزية تقول حدوس الوراق القديم وتوق الفنان المعاصر وهواجسه، عن الولادة والموت، والوحدة والتعدّد، والصخب والسكون، ليُطلّ بمحمولها المجازي ».
يُضيف « أنجز الفنان عبر محطات سفره في المشغل أوجها متباينة لظلال المعنى (حملت أغلب كاطالوغاته عناوين متصلة بالظلال: « علامات ظل »، « حالة ظل »، « دلائل ظلال ») ولم يكن تولعه بالسواد إلا لحاء لمسعى تخطي منطقة البرزخ الرمادي بنسخه وإزالة أقنعته، وشأن فنانين طليعيين عديدين في خريطة الفن العربي، كان التحول من مقامات تمثيلية شتى مظهراً من مظاهر الاستئناف الأسلوبي بتطويع الأداة والمنظور وأشكال السند واحتمالات التكييف المادي للوحة ».