وحسب توطئة الندوة « تعد أعمال بلانشو من بين الأعمال الفكرية التي طبعت الفكر الفرنسي بميسم خاص، فتمكّنت بفعل جدّتها، وعمقها، من نقل هذا الفكر إلى خارج حدود فرنسا وأوربا. كما تُعَدُّ أعماله ثمرة تجربة ترحال عبر ثلاثة حقول متداخلة (السياسة والفلسفة والأدب). ذلك أنه قد جرّب مختلف المواقف السياسية في لحظة حرجة من تاريخ أوروبا، حيث تَنقّل في مواقفه من أقصى يمين إلى نزعة يسارية عالمية. ويستشف ذلك التداخل الممكن بين السياسة والأدب، خصوصا، من خلال كتابه « الجماعة الغامضة « .
وحسب الجهة المنظمة، فقد « انعكس هذا التعدد على علاقته بالفلسفة والفلاسفة، تلك العلاقة التي تميزت بالتوتر، حتى صارت مثار جدل، خصوصا وأنه نهل من متون الفلاسفة لردّ ادعاءات الفلسفة عبر تاريخها: فقد تعرّف على « هيجل » من خلال شروحات « كوجي Kojève » كما تعرّف على « هوسرل Husserl " و« هايدجر » من خلال كتابات ليفيناس وجادل ليفيناس من خلال فكر جاك دريدا . كما سعى إلى تخطي أطروحات هايدجر وهيجل بمساعدة « النتشوية » الفرنسية. والمثير أكثر أنه حاور الفلاسفة في شأن أهمية الفلسفة مقارنة بالأدب. إن جهوده في خضم معاركه الفلسفية هو ما يشهد عليه أساسا كتابه « الحوار اللامتناهي ».
ويرى فريق المختبر أنّ بلانشو ليس رجل سياسة كما أنه ليس فيلسوفا، إنه ذلك المفكر الذي وجد أن عمله، كي يشق طريقه، لابد وأن يسائل مدارات السياسة والفلسفة والأدب. وإذا كان عمل بلانشو قد « تكثف » في سؤال: ما الأدب؟ فليس من أجل تثبيت ماهية قارة للأدب، بل لكي يؤكد أن الأدب هو الإمكانية القصوى للتفكير في ما ظل طي النسيان. وفي شأن هذا، فالأدب أسمى من الفلسفة، وكل أنماط التفكير السياسي والاجتماعي. إن هذا الاستحقاق الذي يخص به بلانشو الأدب، هو الموقف الذي ميّز فصيلة معيّنة من الأدباء شكلوا مسارا فريدا في تاريخ الأدب يمتد من فلوبير مروراً بـملارميه وريلك وكافكا إلى روني شار وجورج باطاي ».
يشارك في الندوة كل من إبراهيم فدادي وعبد العالي معزوز وبنيونس عميروش ومحمد مزيان وعز الدين الشنتوف وعبد العالي معزوز ومحمد بوعزة ورشيد الإدريسي وعبد اللطيف محفوظ