وتسعى هذه المحاضرات التي تختار الجهة المنظمة في الأردن على تنظيمها بشكل أسبوعي إلى تعزيز الثقافة السينمائي والرقي بها داخل المجتمع. إذْ تُسلّط هذه المحاضرات الضوء على العديد من القضايا السينمائية التي ظلّت في حكم اللامفكّر. لذلك سيُخصّص غيروم حديثه حول أصول السينما في المغرب ومتى بدأت؟ وأحدث الدراسات السينمائية المغربية وأهم السينمائيين. وهي في مُجملها محاور تُشكّل مدخلاً للحديث عن السينما المغربية وفهم أسسها ومنعطفاتها وتجاربها وجمالياتها. فالخطاب النقدي المصاحب للسينما يُتيح للمشاهد على الأقلّ فهم التحوّلات التي يعرفها الخطاب السينمائي، فالنقد عبارة عن عملية فكريّة تُساهم في تشريح الصور والمَشاهد ومحاولة التدقيق في تفكيرها وما تحمله بكلّ ما تحمله من أفكار ورؤى.
وحسب عناوين المداخلة، فإنّها تندرج ضمن محور يتعلّق بتاريخ السينما. فهذا المجال البحثي الذي يحفر في نشأة الفنّ السابع، ما يزال لم يحظى باهتمام كبير من لدن الباحثين والأكاديميين والنقاد والذي يعتبر من الموضوعات الصعبة والمركّبة بالنسبة للنقاد، بحكم أنّه يفرض على الباحث أوّلاً التوفّر على وثائق وأفلام تعسفه على كتابة تاريخ للسينما. والحقيقة أن غيروم باعتباره باحثاً وأكاديمياً يمتلك إمكانات مذهلة للحديث عن تاريخ السينما بالمغرب ومتتبّع كبير لما يصدر هنا وهناك من أفلام، هذا بالإضافة إلى قدرته على تحليل الأفلام السينمائية واستيعابها وتفكيكها.