هل تؤثر رغبة ترامب في فرض رسوم جمركية على «هوليوود المغرب»؟

في 09/10/2025 على الساعة 07:30

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في موقعه تروث سوشل، عن رغبته في فرض رسوم جمركية مائة بالمائة، على كل فيلم سينمائي يتم تصويره خارج الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث أثارت تدوينته جدلاً واسعاً في صفوف صناع السينما في العالم، على خلفية الدور الكبير الذي تلعبه السينما على مستوى اقتصادات بعض الدول ومنها بينها أمريكا نفسها.

لم يتسرّب هذا الجدل إلى المغرب، إذْ العديد من الصناع السينما الوطنية أنّ عملية فرض رسوم جمركية بهذه النسبة لن يؤثّر على المغرب. وفي وقت يعرف فيه بعض المنتجون وصناع السينما عن الأثر الذي يمكن أنْ يتركه هذا العنصر على مدينة ورزازات المغربية في حالة ما تم فرضه، بحكم المكانة التي تشغلها السينما داخل يوميات المدينة واستديوهاتها. لكن في مقابل ذلك، أثار الأمر جدلاً واسعاً داخل هوليوود، حيث اعتبر ترامب أنّ سينما البلد قد سُرقت منها أمريكا، مشيراً إلى أنّ البلد لم يعد يستفيد منها بقوّة مقاربة ببلدان أخرى. لذلك فإنّ عملية فرض الرسوم بهذه الطريقة سيجعل أمريكا في نظر ترامب تستفيد من كلّ الأبعاد التجارية والاقتصادية التي يساهم فيها العمل السينمائي، حيث يضخّ دماء جديدة في شرايين الاقتصاد الأمريكي ويوفّر آلاف من فرض الشغل بالنسبة للممثلين وكتّاب السيناريو والتقنيين ومختلف العاملين بالقطاع السينمائي.

ورغم أنّ القرار بقي مجرّد رغبة أعلن عليها في السوشل ميديا، فإنّها كانت كافية لإثارة الفزع داخل استوديوهات ورزازات، حيث هناك فضاءات خاصة من أجل تصوير الأفلام الأجنبية واحتضان لقطاتها ومشاهدها، بحكم الدور الذي يلعبه الفن السابع في خدمة الاقتصاد المحلي وجعله مزدهراً، حيث توظيف عشرات من اليد العاملة إما للمشاركة ككومبارس داخل الأفلام أو المساعدة في التصوير والمونتاج أو إعداد إكسيسوار المشاهد السينمائية. إذْ يعتبر العديد من المشاركين في هذه الأفلام أنّ الفيلم السينمائي الأمريكي يظلّ الأهم والأجمل بالنسبة لهم، لأنّ مدّة تصويره تكون طويلة وغالباً ما يكون أداء شركة الإنتاج للعاملين بالدولار، بما يجعل ذلك يعود بالفضل الكبير على العاملين بالصناعة السينمائية داخل استوديوهات ورزازات.

لقد اعتبر ترامب أنّ كاليفورنيا تضرّرت كثيراً بهذا الأمر، بحكم أنّ القلب النابض للصناعة السينمائية الأمريكية، حيث تتوفر على العديد من الإستوديوهات الكبيرة التي جرى فيها تاريخياً تصوير أيقونات السينما الأمريكية. وبالتالي، فإن فرض هذه الرسوم، سيُمكّن كاليفورنيا من الاستفادة من الدينامية الكبيرة التي تشهدها الصناعة الهوليوودية. واعتبر العديد من الباحثين أنّ التفكير بهذه الطريقة الاقتصادية البرغماتية عند ترامب تدخل في صلب مشروعه السياسي الذي يسعى إلى فعل الهيمنة وتحقيق الربح الاقتصادي حتى لو كان ذلك على حساب الدول المستضعفة.

لكنْ بغضّ النظر عن التأثير الذي قد تمارسه هذه الرغبة على دول أخرى مثل كندا مثلاً، تظلّ اقتصاداتها متنوعة وقادرة على محاولة إيجاد بديل تُعوّض به العائدات السينمائية، لكنْ يبقى الأمر صعباً داخل مدينة ورزازات التي تعوّد شبابها وأطرها على الاستفادة بشكل سنوي من تصوير الأفلام الأمريكية، بحكم الحركة التجارية التي تخلقها السينما داخل المدينة والتي تعتبر في مقدّمة المهن التي تعيش منها السياحة المحلية، بحيث استطاعت الأفلام الأجنبية المصوّرة بها المساهمة في رفع الوعي تجاه السينما وقيمتها ودورها في ضخ دماء جديد في عجلة الاقتصاد المحلي والتفكير به خارج مدارات الاقتصاد الأخرى التقليدية التي تكون الدولة ومؤسساتها الرسمية الطرف الكبير في إحداث المشاريع وتقويتها.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 09/10/2025 على الساعة 07:30