ويأتي هذا التكريم انطلاقاً من المكانة التي بات يشغلها عيوش داخل السينما المغربية، بعد النجاحات الكبيرة التي حققها المخرج السينمائي في سبيل البحث عن لغة سينمائية مختلفة، بقدر ما تتوغّل في الواقع فإنها تطمح من جهة أخرى إلى تجاوز واختراق الخيال. بهذه الطريقة يعطي صاحب «الزين لي فيك» مساحة للمتلقي من أجل المشاركة في العملية السينمائية وذلك من أجل فسح المجال أمام عنصر التأويل الذي يلعب دوراً كبيراً في فتح منافذ جديدة للعمل السينمائي وجعله مدار تفكيك ونقاش.
وبرز اسم عيوش كواحد من المخرجين الذين بمجرّد ما تُعرض أعمالهم، فنها عادة ما تثير الصدى وتترك الأثر في وجدان المتلقي لكونها تطرح أسئلة حارقة حول علاقة الفرد بجسده ودينه ومواقفه، بما جعل بعض أفلامه تلقى صدى واسعاً في صفوف المجتمع.
على هذا الأساس، فإنّ تكريم نبيل عيوش، يعد اعترافاً بقيمته ومكانته في خلق سينما بديلة تجتهد في البحث لها عن آفاق مختلفة ومغايرة. سينما تدين الواقع وتسعى إلى نقد مكبوث المجتمع وخلخلة أفكاره ومواقفه تجاه بعض القضايا التي تطال الواقع اليوم. بيد أنّ الجدل طالما حظيت به أفلام عيوش، جعلها دائماً مثار إعجاب من لدن المهرجانات العالمية التي تجد فيها سينما جريئة تخرج من سراديب سينما مغربية تقليدية تسعى إلى تربية الناس، أكثر من كونها تدفعهم إلى الثورة على المعتقدات ومحاولة التفكير في جوهر التحولات التي باتت تطبع الحياة المعاصرة.




