يُقدّم اللقاء الشاعر والناقد محمّد العناز، أحد أبرز الوجوه الأدبيّة الجديدة التي تضخ دماءً جديدة في شرايين الثقافة المغربية وكافة جسدها المعطوب. وقد حرصت الجهة المنظمة أنْ تكون المحاضرة حول الأدب باعتباره قيمة مضافة، بحكم ما يلعبه من دور فعّال على مستوى التغيير. ذلك إنّ الكتابات الأدبيّة من شعر وقصّة ورواية طالما جعل منها كُتّابها أداة لإدانة الواقع وتتبّع أحوال المجتمع وتبدّلاته المتغيّرة في ليل التاريخ. إنّ الأدب لا يُجمّل الواقع ويُعطي للمرء إمكانات جمالية للعيش والحلم فقط، بل يُساهم في تغيير نظرة الأفراد تجاه بعض القضايا والإشكالات التي تطبع المجتمعات. ولأنّ الأدب وظيفته تحريرية وتحررية فإنّه كان أكثر الأدوات التعبيرية قدرة على التأثير في ذائقة المتلقي، ما يُفسّر سبب وجود الكثير من الشعراء العرب وراء مختلف التظاهرات والثورات التي عرفتها المنطقة العربية في سبيل التحرّر.
يلقي الأشعري هذه المحاضرة بعد إصدار في الآونة الأخيرة مجموعة قصصية بعنوان « الخميس » وعمل شعري « جدران مائلة » ضمن منشورات دار المتوسط. وحرص الأشعري في هذه الأعمال الأدبيّة على تصوير بعضٍ من سيرته الذاتية، حيث تبدو الكتابة وكأنّها لحظة تأمّل في مسار حياةٍ تأبى أنْ تندثر أمام عينٍ تظلّ ترسو في مياهها وتُعيد طرح بعض من الأسئلة المؤجّلة حول الذات والذاكرة والمدينة والنسيان.