وتأتي قيمة الحناء في كونه يُعدّ أحد أبرز العناصر المميزة للتراث المغربي. ذلك إنّه عنصر بالغ الأهمية بالنسبة لبلدٍ تاريخي مثل المغرب يتوفّر على العديد من الطقوس والعادات والتقاليد التي يصعب فصل الحناء عنها. وذلك لكونه يُشكّل قاعدة بالنسبة لها، فهو يمتلك نظاماً وظيفياً في العادات المغربية ويمتلك دلالات كبيرة بالنسبة للمَغاربة لكونهم نسجوا معه تاريخاً طويلاً داخل عاداتهم اليومية التي تكاد لا تخلو من استخدام الحناء. وقد قدّمت الطلب حوالي 16 دولة عربيّة من بينها المغرب، وعياً منها بقيمة الحناء ودلالاته في تشكيل الهوية العربية. على أساس أنّ العنصر، رغم ما يتميّز به من جماليات على مستوى الشكل واللون، فإنّه يمتلك خصوصية اجتماعية عميقة بالنسبة للناس، وذلك لأنّ استخدامه يعطي للناس بهجة كبيرة، سيما خلال طقوس الزواج التي يُعتبر فيها عنصراً هاماً.
يدخل الحناء ضمن التراث اللامادي، إذْ يمتلك خصوصية اجتماعية كبيرة، سيما وأنّ العديد من المؤرّخين يرون أنّ تاريخه ضاربٌ في قدم الحضارة العربية الإسلامية. وعلى مدار تاريخه استعمله العرب وأبدعوا في استخدامه وجلعوا منه وسيلة تجميلية، سواء تعلّق الأمر بالنسبة للنساء أو الرجال. بل إنّ العديد من الفنّانين استخدموا الحناء وجعلوا منه عبارة عن مادة تُستخدم في لوحاتهم، كما هو الشأن للفنان فريد بلكاهية على سبيل المثال لا الحصر.