ويشارك في هذا اللقاء عدد من الباحثين الذين سيقدّمون مداخلاتهم التي سبق أنْ كتبوها في كتاب حول « امزاب: التاريخ والمجال والمقاومة ». ويحرص المختبر عبر هذا اللقاء على النبش في ذاكرة المنطقة وجعلها تخرج من هامشيتها لتحتل المركز. فهذا الحفر في الذاكرة الجمعية يساهم في توثيقها والحفاظ عليها. خاصّة حين يتعلّق الأمر بمثل هذه المناطق الصامتة التي تحتاج فعلاً إلى استنطاق للكشف عن أسراها وذاكرتها، وذلك بحكم أنّ الباحثين في التاريخ لا يهتمّون بالكثير من الهوامش، بل يتعاملون مع التاريخ باعتباره خطاباً للمركز. وهي نظرة يتبناها العروي نفسه في النّظر إلى التاريخ إلى حين يرى أنّ من يكتب في الأنثروبولوجيا يكتب خارج التاريخ. بهذه الطريقة يضع العروي التاريخ أمام منعطفين، الأوّل مركزي والثاني يعنى بالهامش ومتخيّله.
يراهن هذا اللقاء الذي ينظمه مختبر السرديات على تقديم سردية مغايرة تتبنى التاريخ وتجعل منه أفقاً فكرياً. كما أنّ اختيار موضوع التاريخ الجهوي موضوعاً للندوة، يُتيح للمرء معرفة تاريخه الجهوي والعمل على كتابته وتوثيق تراثه، بحكم تأثيره في التنمية ومساهمته في بناء أفق هوياتي مختلف للمناطق الجهوية. ويدخل هذا الاهتمام بالتاريخ الجهوي في زاوية الاهتمام بالتاريخ الجزئي، فقد استوعبت المدارس الحديثة في الكتابة التاريخية أهمية هذا التاريخ الجهوي في تكريس كثيرٍ من المرتكزات الأساسية المرتبطة بالهوية وغيرها.