بتأن ودون عجل، اشتغل مصطفى بوجمعاوي في مرسمه على أشكال فنية جديدة، فهو المهووس دوما بالبحث عن أبعاد جديدة لأشكاله الفنية في مغامرة تشكيلية جديدة.
يقول الناقد التشكيلي عبدالرحمان أجبور في تقديمه لـ"كاتالوج" المعرض، إن فن الكبار بالنسبة لبوجمعاوي لا أسرار فيه، فالرسم عنده يمزج بين تنوع للشكل والمعنى السيميائي، في لوحاته التشكيلية أبعاد تنهل من الهندسة المعمارية وفن الخطوط والنحت.
فبغض النظر عن اعتماده الغوص في مفاهيم مسوحاة من الذاكرة والماضي، أدى إلى اعتماده أشكالا مفاهيمية جديدة في فنه التشكيلي.
ويوقع بوجمعاوي في أعماله الأخيرة، على استمرارية بحث مضن مركز على فن تشكيلي، عبر لوحات تجسد نقطة تحول في أسلوبه الفني.
فإذا كانت أعماله الجديدة تبقى وفية لأسلوبه المعتاد المتميز بالتجذر، إذ تجد امتدادا لما سبق أن رسمه بوجمعاوي، استلهاما من العشق المغربي بكؤوس الشاي وخصوصا "كأس حياتي" عل سبيل المثال، فإنه استطاع أن يضيف لمسة تجديدية معيدا النظر في "الأمس واليوم"، ليجري إعادة تشكيل وظيفة اللوحة الناضحة بتفاصيل الحياة اليومية، وكأنه يعيد إحياء الأشياء، من الماضي إلى الحاضر، وفق ملاحظة تأملية بحتة.
ويعتبر مصطفى بوجمعاوي رساما يتجاوز الصباغة إلى التعبير، لأعماله تجذر بارز، لكنه لا يشعر بأي حرج حين يستنبت، داخل لوحته، علامات تعود إلى التاريخ التشكيلي العالمي، ما دام يعمل، باستمرار، على اللعب على ما يسميه بالفارق بين السرد والتجريد.
يشار إلى أن بوجمعاوي حصل على جائزة اليونسكو لترويج الفنون العام 1995، وعلى جائزة خاصة في الملتقى الدولي للفنون بالإمارات العربية المتحدة.
وولد مصطفى بوجمعاوي سنة 1952 بمدينة أحفير بالجهة الشرقية، وتابع دراسته بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة في تطوان ما بين 1969 و1972، ليكمل مشواره التكويني في أكاديمية الفنون الجميلة ببروكسيل، وينتقل بعدها للمدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة باريس.
كما حصل بوجمعاوي على دبلوم الدراسات المعمقة في الفن التشكيلي من جامعة السوربون باريس 1، ليقرر العودة إلى المغرب سنة 1982 للاشتغال كأستاذ للفنون التشكيلية بإحدى الثاويات بوجدة وسنة 1988 انتقل بوجمعاوي إلى التدريس بالمعهد العالي للفنون الدرامية بالرباط، كما اشتغل أستاذا في المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية.
ْإحدى لوحات المعرض الجديد لبوجمعاوي
من آخر إبداعات بوجمعاوي