تأتي قيمة هذا الكتاب في كونه لا يقدم توليفة نظرية فقط تقف عندها مضامين الكتاب، وإنّما عبارة عن دراسة تنطلق من نماذج معينة (سعيد يقطين، عبد الله إبراهيم) وتحاول عبرها هذه النماذج أنْ تبني خطابها المعرفي القائم على نوع المقارنة بين الخطابات النقدية، وهي نماذج نقدية تستحق التفكير والتأمّل. وتعطي مثل هذه الدراسات نفساً جديداً للكتابات النقدية وتجعلها تخرج من مدارات النسيان، صوب فضاءات معرفية يكتشف معها القراء مباهج الدراسات النقدية والأسس العلمية التي تستند عليها على مستوى التفكير والكتابة. ولا شك أنّ دراسة من هذا القبيل تعطي لمفهوم النقد قيمته ومكانته داخل العمل الأدبي وتجعله خطاباً علمياً له سلطته ومكانته على مستوى قراءة وتحليل وتأمّل الدراسات النقدية نفسها.
يقول سعيد يقطين بأنّ هذا الكتاب يتناول «خلال بابين تجربتين عربيتين في تحليل السرد العربي، قديمه وحديثه، لكل من عبد الله إبراهيم من العراق، وسعيد يقطين من المغرب. يمكن التعامل مع كل باب باعتباره كتاباً خاصاً بذل فيه الباحث سعيد أوعبو مجهودا كبيرا في الاطلاع على تجربة كل واحد منهما، وفي إنجاز قراءة متأنية لصيرورتها. لقد توقف على طبيعة مشروع كل منهما وخصوصيته وتتبع بدقة ممارساتها التحليل السردي وهو يتعدد بتعدد المفاهيم كل تجربة في تطورها، وفي تصورها النظري، وكيفية ممارستها التحليل السردي، وهو يتعدد بتعدد المفاهيم والمصطلحات وأشكال المقاربة التي سار عليها الباحثان معاً».



