وحسب مقدّمة الكتاب، تلتقي في هذا الكتاب « أسئلة من طبيعة تربوية بيداغوجية وإشكالات من طبيعة فكرية معرفية. لذلك حرصنا على المزاوجة بين التفكير النظري والتحليل النّصي من أجل تمكين المحلل البلاغي من تعرف منهجية الدراسة البلاغية للنصوص، على نحو يقوده إلى امتلاك مهارة تحليل الخطابات باستثمار الأدوات والإجراءات، التي توفرها المعرفة البلاغية المعاصرة. انطلاقاً من هذا الوعي راعينا في اختيار النصوص والخطابات المدروسة أن تكون متغايرة من حيث طبيعتها النوعية وخصائصها التكوينية، لكي يتسنّى للباحثين وعموم القُراء معاينة تمرين عملي، يخص وصف وتحليل النصوص والخطابات من منظور بلاغي جديد وحديث.
وتتمثل أهمية هذا الضرب من الدرس في كونه يساعد المحلل البلاغي على تطوير قدراته التحليلية وكفاياته التأويلية، بحيث يصبح قادرًا على التفاعل الحي والمباشر مع نصوص مختلفة ومتنوعة، باعتماد أدوات وإجراءات المقاربة البلاغية، التي تتسع للوظيفة الأدبية الجمالية والوظيفة الحجاجية الإقناعية على حدّ سواء ».
تحرص مثل هذه المؤلّفات على تقديم جديدٍ يُعوّل عليه من الناحية الثقافيّة. إذْ تُقدّم رؤية مختلفة لطبيعة الدراسات الموجودة وذلك لأنّها تطرح موضوعاً قديماً لكنْ برؤيةٍ مختلفة معاصرة تلامس بعمق أهم تيارات البلاغة الجديدة. ورغم كثرة الدراسات الأدبيّة حول موضوع البلاغة فإنّ هذه الكتب تقدم إضاءة جديدة في الموضوع وتدعو الباحثين إلى إعادة التفكير في بعضٍ من القضايا والإشكالات ذات الصلة بالبلاغة وتحوّلاتها.
