وحسب غلاف الرواية فإنّها تقدّم حكايات الكلاميين الذين يجعلون الكلام سلعتهم بها يعلمون أو يرافعون أو يحللون أو يخبرون أو يراقبون ويستخبرون أو يحكون. لكنّ سلعتهم عي علة محنتهم، لأن الآخرين يعدونها سلاحاً ينبغي إبطاله، وحرية ينبغي سجنها وصوتاً ينبغي إخراسه ولسانا ينبغي قطعه. المعلم والصحفي والمحامي والراوي.. أربعة جامعهم اللسان وابنه (الكلام). مهنهم مختلفة ومرجعياتهم متباينة، لكن مآلاتهم متشابهة وخصومهم متماثلون.. لذلك أصر الراوي على حكي حكاياتهم ومحنهم فأصروا على أن يكون واحداً منهم وأن تُحكى حكايته كذلك، لأنهم شركاء في سلعة الكلام وفي فضاءاته ومآلاته ومحنته. تتقاطع مساراتهم وصفائهم ليحضر العرفاني والعقلاني والحالم والحزبي والمخبر والمراقب والمبدئي والانتهازي زمعهم تحضر سيرة سياق الكلام والتعبير ليعيش ابن اللسان محنته التي تحكيها الرواية.
جدير بالذكر أنه إلى جانب الرواية، يُعرف بندحمان في كونه من الأقلام النقدية التي تكتب بوعي مختلف. إذْ يعمل وفق آلية فكرية تُخرج النقد من طابعه الكلاسيكي المبني على المتابعة والتعريف، وذلك صوب البحث عن كتابة جديدة تُتيح للنقد الانخراط في باقي مناهج العلوم الإنسانية ونظيرتها الاجتماعية. حيث يغدو النقد وظيفة فكرية تروم إلى ابتداع المفاهيم ورصد السياقات وتأصيل فعل الكتابة وتحريرها من كلّ الكتابات الاستيهامية غير القادرة على إنتاج نصّ نقدي أصيل.
