تأتي هذه المحاضرة في خضم اللقاءات الكبيرة التي ينظمها المعهد وذلك من أجل البحث في تاريخ المغرب، خاصّة وأنّ مثل هذه اللقاءات العلمية تساعد الباحثين والطلبة للتعرّف على مراحل هامة من تاريخ المغرب وتُسعفهم على فهم بعض من القضايا ذات الصلة بما يعيشه البلد اليوم.
إنّ العودة إلى التاريخ دائماً تعطي المرء محاولة للحدس ببعض مما يعيشه الواقع، على أساس أنّ الماضي يترك دائماً أثره في بنية الحاضر.
ويعد ريفي من الوجوه البحثية التي كتبت حول تاريخ المغرب، فكتاباته قوية البنيان وأصيلة من ناحية البحث بما يجعلها مرجعاً هاماً للباحثين المنقبين حول تاريخ المغرب من وجهة نظر غربية مختلفة، بما يجعل المراجع والشهادات والوثائق تتصادى فيما بينها لتكون خطاباً تاريخياً مركباً يُمتزج فيه المراجع العربية بنظيرتها الأجنبية.
يستعرض ريفي السياق الفكري الذي أنجز فيه كتابه تاريخ المغرب (الصادر عن دار فايار سنة 2010). وهو العمل الذي يُقدم قراءة جديدة لتاريخ المغرب، تتسم بالجمع بين البعدين السياسي والاجتماعي، في وقت كانت تسود فيه قراءات مؤدلجة أو ذات نظرة من أعلى، متمركزة حول الدولة.
سيتناول المحاضر الأسس المنهجية التي اعتمدها في بناء سرديته التاريخية، مع الوقوف عند مصادره المتنوعة، سواء الداخلية منها أو الخارجية، كما سيتطرق إلى عدد من الأعمال الفكرية التي أثّرت في عمله.
وسيناقش أيضا إشكالية حدود كتابة التاريخ المغربي، من خلال المقارنة بين الرؤية المركزية التي ترى التاريخ من زاوية الدولة والسلطة، من مولاي إدريس إلى محمد الخامس، وبين مقاربة الأنثروبولوجيين التي تنظر إلى المجتمع من القاعدة، كفسيفساء من الكيانات المحلية والاجتماعية.
وسيُختتم العرض بتحليل لمفهوم « الإمبراطورية »، من خلال تتبع تطور فكرة « الإمبراطورية الشريفة » لدى مفكرين من قبيل شينيي وأوجين أوبان، وصولاً إلى توظيفها الحديث في كتابات عدد من علماء الاجتماع والمؤرخين والسياسيين.




