الأديب أحمد المديني يعود إلى القصّة بـ«أحدبُ الرباط»

أحمد المديني

في 22/01/2024 على الساعة 15:45, تحديث بتاريخ 22/01/2024 على الساعة 15:45

على مدار سنوات طويلة، استطاع الناقد والأديب أحمد المديني أنْ يُكرّس اسمه كواحد من الأدباء المغاربة الذين تميّزت نصوصهم الإبداعية بإبدالات هامّة على مستوى الشكل والمضمون.

يعود المديني هذه المرّة إلى القصّة بـ«أحدبُ الرباط» الصادر حديثاً بالدارالبيضاء عن المركز الثقافي للكتاب، عاملاً على الكتابة في هذا الجنس الأدبي الصعب. ورغم النّسيان الذي طال هذا الجنس الأدبي مقارنة بصنوف أخرى من الإبداع، يُحاول المديني أنْ يتعامل معه كما لو أنّه جزء من كيّانه الأدبي. هذا الأمر، هذا الأمر يجعلنا نفهم أنّ انصرافه صوب كتابة الرواية، لم تمليه أيّ حظوة رمزية أو مادية بات يحظى بهذا الجنس الأدبي، بل يكون أشبه بتمرين فكري على تطويع الحكي وتكثيف السرد ورصد تفاصيل كبيرة ممتعة من حياته وذاكرته. بيد أنّ مفهوم التجريب يحتلّ مكانة كبيرة في سيرته الأدبية، إذْ يُباغتك بنوع من التجريب الذي يتجاوز المضمون صوب فتنة الشكل.

نقرأ على ظهر الغلاف «يحرص أحمد المديني في « أحدب الرباط» على سرد الحكاية بروحها وصنع بنائها مجسدا متفاعلة مع الزمن الحديث ومتلاعبة بالمعنى الهارب والعمر الغارب والجمال الخلب الجاذب. في هذه المجموعة تقرأ قصصا تحترم ذكاء القارئ فتستدعيك لفك مغاليقها وإعادة خلقها لتتشكل مرات حسب منظورات، وتتبدل، شأن أحدب الرباط، شخصية وصورة وفكرة. والقصص هنا سير ظاهرة وسرائر ومسرات أدبية تنال، مثلما نال بها المؤلف الاعتراف بموهبته والتقدير لفنه، مجددا رائدا وكاتب نصوص أضحت اليوم علامات.

جدير بالذكر أنّ أحمد المديني أديب وناقد حاصل على الدكتوراه في الأدب من جامعة السوربون الفرنسية. عمل أستاذاً جامعياً وكتب عشرات الروايات والنصوص القصصية والدراسات النقدية. كما حصل على جوائز أدبية هامّة وشارك في تحكيم العديد منها داخل العالم العربي. ويُعتبر اليوم واحداً من الأدباء الذين شغلوا بنصوصهم الأدبية الممارسة النقدية، بل حتّى دراساته النقدية دائماً ما تُضمر بعضاً من الجديد الذي يُعوّل عليه على مُستوى التفكير والتحليل.

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 22/01/2024 على الساعة 15:45, تحديث بتاريخ 22/01/2024 على الساعة 15:45