ويأتي اختيار صاحب « وليلي » على خلفية ما أصبحت تتنزّل عليه أفلامه من مكانة داخل المنجز السينمائي العربي، بحكم الإمكانات التخييلية الهامّة التي تقترحها أعماله السينمائية كنُظم وأفكار وصُوَر وكتابة.
بل إنّ أفلامه تُعطي دائماً الانطباع بقُدرة بنسعيدي على التجريب وخلق مناخات سينمائية متوازية بين عالم التخييل والواقع العيني المباشر الذي ننتمي إليه كأفراد. ويُعتبر بنسعيدي من المجددين في السينما المغربية، ذلك إنّ أفلامه اخترقت الجغرافية المغربيّة وغدت تنسج علاقات جديدة مع المُشاهد الأجنبي داخل مهرجاناتٍ سينمائية عالمية، كما هو الحال قبل شهور لحظة عرض فيلمه الجديد « الثلث الخالي » ضمن مهرجان كان السينمائي، الذي حظي فيه الفيلم بإشاداتٍ كبيرةٍ من لدن العديد من النقاد في العالم ككل.
هذا وقد اختير فوزي كعضو ضمن لجنة تحكيم جائزة أسد المستقبل التي تُمنح لأفضل عملٍ سينمائي طويل أوّل. مع العلم أنّه سبق له المشاركة والفوز بفيلمه « موت للبيع » كأفضل فيلم للمخرجين المبتدئين بنفس المهرجان. أمّا صالح بكري وكوثر بن هنية، فهما يُعدّان من الوجوه البارزة داخل السينما العربيّة، بسبب الجدل الكبير الذي تخلقه أفلامهما داخل الساحة العربيّة والعالمية. فكوثر بن هنية، من الوجوه الجديدة الأكثر أصالة في السينما التونسية، إذْ تعمل دائماً على تمثيل بلدها في مهرجاناتٍ عالمية. وتكاد تكون صاحبة « بطيخ الشيخ » الأكثر حضوراً في السنوات الأخيرة، بعدما ترشّحت إلى القائمة القصيرة للأوسكار عن فيلمها « الرجل الذي باع ظهره ».