يحاول سعد الشرايبي في روايته الجديدة، أنْ يدع مجال الصورة جانباً. من خلال الرهان هذه المرّة على الكتابة الروائية، باعتبارها نمطاً من التفكير الأدبي الذي يقود المبدع إلى ابتكار خيط سردي به يُضيء رحابة الجسد. رغم الاختلاف البيّن بين الرواية والسينما من ناحية الجنس، إلاّ أنّهما يتشابهان كثيراً، خاصّة من جوانب تتّصل بالسرد والحكي. غير أنّ السينمائي حين يذهب إلى كتابة الرواية، فهو يُحمّل كافة لغته السينمائية ويعمل على توظيفها في النصّ الروائي. في حين أنّ الروائي الذي يذهب إلى السينما، يجد نفسه أمام رؤية مختلفة من الاشتغال، إنّها رؤية يتم فيها تغيير الكلمة بالصورة.
جدير بالذكر أنّ الرواية الجديدة، متوفّرة حاليا ويتم الترويج لها. إنها تُبرز بطريقة ضمنية حدود التقاطع والتلاقي بين الفنون والآداب، كما تُضمر بطريقة ما مفهوم العمل الفني بالنسبة لجيل السبعينيات. هذا الجيل الذي ينتمي إليه صاحب « صمت الموسيقى » والذي استطاع باكراً تكسير كافة الحدود الفنية والسياجات الأجناسية التي عادة ما يضعها المبدعون المغاربة حين يتعلق الأمر بالأدب والفنّ.