يرى صاحب « نساء.. ونساء » أنّ هذا الفيلم، سيكون مُختلفاً بشكلٍ كامل عن الأفلام التي تعودنا عن مُشاهدتها مع الشرايبي. فهو فيلم فنّي في موضوعه يهدف من خلال معالجته إلى رصد هذا التباين بين الموسيقى التراثية والآلة الموسيقية الغربية، وذلك وفق طريقة سينمائية الصورة عبارة عن مختبر إشكالي. فألام الشرايبي ليس ترفيهية بقدر ما تنحت لها أفقاً سينمائياً مغايراً عن طريق طرح أسئلة قويّة تتّصل بالواقع المغربي، وتحاول في نفس الوقت التعلّق بتاريخه وذاكرته. هذا الافتتان بالواقع هو الذي يقود صاحب « عطش » إلى البحث عن موضوعات جديدة تتآلف مع بيئته ومجتمعه وتسعى جاهدة إلى الحفر في بنيته وأنسجته.
يرى الشرايبي أن هذا الفيلم، ليس وليد حدث سياسي أو ظاهرة اجتماعي، كما هو الحال الأمر في فيلموغرافيته القديمة. فهو يُقدّم نفسه من خلال نظام الحكاية وفروعها على أساس أنّه صراعٌ بين الأجيال من أجل التشبّث بالتراث الغنائي القديم أو الخروج من شرنقته في سبيل البحث عن هويّة فنّية جديدة، بقدر ما تُقيم الماضي تتطلّع إلى المستقبل. ويعتبر المخرج أنّه يصعب أنْ يُدرج الفيلم في كونه مرحلة أخرى من مسيرته السينمائية، لأنّه يدخل ضمن عملية تجريب متواصل خاضه منذ سنوات في سبيل البحث عن لغةٍ سينمائية جديدة تقهر المكبوث وتحاول وترسم لها هوية بصرية، بعيداً التكرار والتنميط
هذا ويحكي الفيلم حسب مُخرجه بين جدّ يعمل على إقناع حفيدته بأهمية الموسيقى التراثية المغربية، وبين حبّ الفتاة لعزف نماذج معيّنة من الموسيقى الغربية والعمل على تطبيق ملامحها الجمالية على موسيقى فنّ الملحون، من أجل الخروج بنوع من الموازنة السينمائية بين شعر الملحون والموسيقى الغربية.