أقل ما يمكن أن يقال عن الهدية التي قدمها الملك محمد السادس إلى الرئيس الأمريكي، بمناسبة الذكرى السنوية لهجمات 11 شتنبر، أنها اختيرت بكثير من العناية والتركيز، من بين الأعمال الفنية المعاصرة التي تتميز بالدقة والشاعرية والرمزية والبعد الإنساني الكبير. والهدية الرمزية عبارة عن صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود من توقيع الفنان المغربي التهامي الناضر. إذ تقوم الولايات المتحدة بنشر قائمة الهدايا التي تلقتها الأسرة الرئاسية والوزراء والسفراء كل عام. وتشتمل لائحة الهدايا التي تلقاها باراك أوباما في 2011 على هدية من الملك محمد السادس. وتشير العبارة، التي كتبها أمناء المحفوظات في وزارة الخارجية على هدية الملك، إلى أنها “صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود تظهر طفلا أسود ينظر إلى الأسفل وملفوف في العلم الأمريكي”.
فنان كبيروالناضر من مواليد 1958 بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، هاجر رفقة عائلته إلى فرنسا في 1966. وحقق نجاحا كبيرا وفاز بالعديد من الجوائز حول العالم بينها جائزة اللقاء الدولي للتصوير الفوتوغرافي لمدينة آرل الفرنسية سنة 1974، وجائزة المصورين الشباب سنة 1987، وجائزة ليوناردو دافنتشي سنة 1988.
وتمكن من التقاط صورة الطفل الأسود الملفوف في العلم الأمريكي خلال تزامن زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع أحداث 11 شتنبر الإرهابية، إضافة سلسلة من الصور ذات القيمة فنية وإبداعية العالية.
وقدر أمناء المحفوظات بالخارجية الأمريكية قيمة الهدية ب 650 دولار أمريكي أي حوالي 4.500 درهم في حين تصل قيمتها الحقيقية إلى 15 ألف دولار أي حوالي 11 مليون سنتيم، ما يمكن أن يعتبره الأمريكيون هدية "ثمينة" للرئيس.