يعمل سيجلماسي في مشروعه هذا على توثيق ذاكرة السينما المغربية من خلال عدد من الدراسات حول المخرجين المغاربة تميّزت تجاربهم بإبدالات هامّة على مستوى الكتابة والتخييل. وحرص سيجلماسي منذ أوّل جزء له على العناية بسينما مغربية واعدة، ظلّ يعمل على ترميم مشاهدها ولقطاتها ومفاهيمها وأفكارها، بغية كتابة سردية تاريخية تليق بها وبإبداعاتها. ومنذ صدور الجزء الأوّل بدا المشروع مذهلاً وينمو يوماً بعد يوم في ذاتية القارئ، وذلك لأنّه عبارة عن مدخل توثيقي للسينما المغربية يُعنى بتأريخ التجارب السينمائية ورصد مساراتها الفنية وتقاطعاتها الجماليّة. إننا هنا أمام مشروع نقدي غير مدعّم، لكنّه يتميّز بمجهود فردي لم يملّ فيه أحمد سيجلماسي من التفكير في السينما المغربية وفهم التحولات الأنطولوجية التي مرّت منها الصورة السينمائية في سبيل البحث عن هوية بصرية للسينما المغربية.
يقول سيجلماسي في كتابه الجديد «رواد السينما الأوائل بالمغرب أنجزوا أفلاماً في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، منهم من قضى نحبه ومنهم من لا زال يعيش بيننا. خصصنا الجزء الخامس من سلسلتنا «وجوه من المغرب السينمائي» ذات الطبيعة التوثيقية للتعريف بالرواد الأوائل الذين وقفوا لأوّل مرة خلف كاميرا السينما وصوروا أفلاماً، بغضّ النّظر عن طبيعتها وقيمتها الفنية قبل عشرية الستينيات. في هذا الجزء السادس نسلط بعض الأضواء على حياة وأعمال تسعة رواد آخرين قاربوا أو تجاوزا الثمانين من عمرهم ولا يزالون في غالبيتهم حاضرين إبداعياً في ساحتنا الفنية. يتعلّق الأمر بالمخرجين عبد الله الزروالي ولطيف لحلو وحميد الزوغي وحميد بناني ومصطفى الدرقاوي ومحمد عبد الرحمان التازي وأحمد المعنوني ومومن السميحي وعبد الكريم محمد الدرقاوي».