تعتبر الباحثة أنّ فنّ الغرافيتي مهما كثّف أبعاده الفنّية والجماليّة، فإنّ الاحتجاج السياسي يبقى عاملاً أساسياً بالنسبة له، لكونه يُمثّل مُكوّناً يضفي على العمل قيمته الفنّية والجماليّة ويجعله يرسم دلالات جماليّة في ذهنية المتلقّي. ورغم غيابه داخل الساحة العربيّة، فإنّ الاهتمام بفنّ الغرافيتي بدا في السنوات الأخيرة مُتزايداً، لكونه يطرح أسئلة حقيقية حول مآلات الفنّ في زمن التحوّلات الجماليّة، بعدما انتفت الحدود القائمة بين التشكيل والغرافيتي والفيديو والفوتوغرافيا وأصبح تركيب العمل الفنّي بمثابة موضةٍ جماليّة تشغل الساحة الفنّية.
وفي سبيل خلق كتابة مغايرة من ناحية المضامين في أطروحتها التي حملت عنوان "la pratique du graffiti chez les jeunes casablancais entre expression artistique et forme de contestation» والتي أشرفت عليها الأنثروبولوجية حياة زيراري، اعتمدت الباحثة على كتابات السوسيولوجية الفرنسيّة ناتالي إينيك، باعتبارها أكبر الأسماء المُتخصّصة في سوسيولوجيا الفنّ، بما تتميّز به كتاباتها من قُدرة فكريّة وتحليلية للعمل الفنّي ولكنْ وفق مقاربة سوسيولوجية. على الرغم من كون الثقافة العربيّة لم تستوعب بعد أهمية ناتالي وخصوصياتها الفكريّة في معاينة موضوعات الفنّ المعاصرة، متأثرة بأستاذها بيير بورديو من خلال كتابه الهام "قواعد الفنّ".
وترى إيمان الرخيص بأنّ ما يُميّز غرافيتي الدارالبيضاء، أنّه ينطلق من خصوصيات بصريّة محلية يُعيد الاشتغال عليها بطريقة جماليّة، لكون أنّ أغلب الأعمال تستمدّ جماليّاتها من المُشاهدات اليوميّة، في سبيل إضفاء بعض من الواقعية على العملية الفنية.
تصوير وتوضيب: عادل كدروز