وبالعودة إلى تفاصيل هذه الموسوعة، تُعتبر المعلمة مرجعاً هامّاً لعدد من الباحثين في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية، لكونها تُتيح لهم إمكانية التعرّف على مُختلف المعارف المُتعلّقة بالجوانب التاريخية والجغرافية والبشرية والحضارية لبلاد المغرب، وهو ما يُمكن عددا من الباحثين من فهم المنطلقات التاريخية والخصوصيات الجغرافية التي يتميّز بها المغرب داخل البحث الأبيض المتوسّط، ما جعل موسوعة ضخمة تكشف عن الجوانب الأركيولوجية والعمرانية ومؤسسات الدولة ونظم الأقاليم والهيئات السياسية والنقابية.
ويرصد هذا الجزء الذي توزع عبر لجنة العلوم الطبيعية والجغرافية ولجنة العلوم الإنسانية ولجنة التحرير العديد من المعالم التاريخية والجغرافية بالبلاد، والمتنزّهات الطبيعية الوطنية مثل منتزه الحسن الثاني في قلب العاصمة، وبروز صناعة السينما وتاريخ وتطور المسرح والمتاحف، إلى جانب العديد من الموضوعات التاريخية والجغرافية والبشرية والثقافية والسياسية في المغرب.
هذا وتسجّل المجموعة الأحداث البارزة التي عرفها المغرب عبر حقبه التاريخية، مُعرِّفة قدر الإمكان بالمواقع القائمة والمندثرة من مدن وقرى وحصون وأسوار وأبواب وجوامع وزوايا في السهول والجبال والصحارى بأسمائها الأصلية، ومعظمها باللسان الأمازيغي، وبالثروات المعدنية والزراعية والحيوانية، كما تعرِّف بعناصر السكّان والأسر والبيوتات المتميّزة والأشخاص، ما عدا الأحياء، الذين عرف لهم دور علمي أو روحي أو سياسي، وبعادات السكان في معاشهم وأفراحهم وأتراحهم"، بحسب تقديم الموسوعة.
ورغم أهمية هذا الجهد المعرفي، لا يخفى أنّ مثل هذه الموسوعات تظلّ فقط في المكتبات الرئيسية، إذْ يستحيل العثور عليها في طبعات رخيصة موجهة لمكتبات البيوت بسبب ارتفاع ثمنها مقارنة مع الكتب الأخرى. فالأهمّ هو الخروج بهذه الموسوعات إلى الفضاءات العمومية والتعريف بها داخل الأجيال الجديدة، بدل وضعها تحتف مصنفات علمية في مكاتب رسمية يصعب على الطالب الوصول إليها والاستفادة مع معينها وما تتضمّنه من أسرار معرفية.