وبمناسبة عرض مسرحيته "ما تبقى لكم" ضمن "مهرجان المسرح العربي"، كان لـ le360 هذا الحوار معه حول تجربته الفنّية وإمكاناته كسينوغرافي في تطويع العملية الإخراجية بما يجعل النصّ يتّخذ أفقاً عربياً. إذْ ليس المرة الأولى التي اشتغل فيها الهواس على نصّ أدبيّ عمل على تحويله إلى قالب مسرحي، كما هو الحال مع الشاعر محمود درويش في شتاء ريتا الطويل. ورغم الصعوبة الفنّية التي تطبع عملية التحويل، فإنّ عبد المجيد يبدو في كلّ مرّة ينجح في هذا الأمر، سواء كسينوغرافي أو مخرج.
لذلك برز اسمه عميقاً في تربة المسرح المغربي، بما تُضمره مسرحياته من اشتغال مكثف على الجانب الموضوعي، سيما حين يتعلّق بفلسطين الذي تحضر في مسرحيته الجديد كفضاء وشخصيات وسياق وتاريخ، رغم أنّه يسلبها معجمها الكلامي ويُحوّل الخطاب إلى دارجة مغربيّة تُضمر مدى تجذّر العلاقة بين البلدين.
تطغى على مسرحيات الهواس البُعد البصريّ الذي يجعلها تضرب في عمق الحداثة الفنّية، فكراً وإبداعاً وأسلوباً. خاصّة حيت يتعلق الأمر بنصّ كاتب كبير مثل غسان كنفاني وأسلوبه الواقعي في التخييل، بما يطرحه من أسئلة المقاومة والنضال في الحقبة المعاصرة، في وقتٍ تتراجع فيه قيم المثقف العضوي / الغرامشي داخل مجتمع مغربيّ مُتصدّع.