ويندرج هذا العمل المسرحي "ما تبقى لكم" لفرقة مسرح "أفروديت"، في إطار فعاليات الدورة 13 لمهرجان المسرح العربي التي تستضيفها العاصمة الاقتصادية ما بين 10 و16 يناير الجاري تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس.
وفي ندوة صحفية، عقدت أمس الاثنين بالدار البيضاء، أبرز مخرج هذه المسرحية عبد المجيد الهواس أن العرض المسرحي "ما تبقى لكم" يحكي عن مرحلة تاريخية اتسمت بتهجير الفلسطينيين من يافا وشتات العائلات.
وأشار الى أن عوالم هذا العمل تم نسجها من خلال رصد جانب من حياة شاب وأخته عاشا في معزل عن أمهما حالمين بالعودة يوم ما إلى ملاقاتها، وخاصة عقب فقدانهما لوالدهما معيل الأسرة.
وقد تحاشى المخرج الإسهاب في ثنايا وتفاصيل هذه المسرحية الدراماتولوجية، تاركا للمتلقي فرصة الاستمتاع ببعديها الإنساني والابداعي، حيث تم تحويل النص الروائي إلى مسرحية بالدارجة المغربية في ظل ما يعرف بالسهل الممتنع.
وأعرب بالمناسبة عن سعادته للمشاركة في المسابقة الرسمية لمهرجان عربي من هذا الحجم، مشيرا إلى أن هذه المشاركة تبقى الأولى من نوعها لفرقة "أفروديت"، وتشكل محطة مهمة في مسار تجربتها الابداعية التي تعود إلى تسعينيات القرن الماضي.
ويشخص أدوار مسرحية "ما تبقى لكم" كل من قدس جندول، وسلمى مختاري، وانس العاقل، وعبد الرحيم تميمي وأبو بكر أيت يحيى، وفي الأداء الصوتي هناك سلمى مختاري.
وتحدثت الممثلة سلمى مختاري في مداخلتها عن خلفيات العمل مع مخرج مثل عبد المجيد الهواس، الذي اعتبرت العمل معه صعبا، طالما على الممثل أن يكون على قدر عالٍ من المعرفة بما يجعلها تغني عناصر العرض. فالممثل، حسب المتحدثة، لا بد أن تتوفّر فيه العديد من الشروط المعرفية التي تُساهم وبوعي خلاق في تأسيس رؤية ذاتية تساعده على فهم العمل المسرحي وتقديم جديد يُعوّل عليه على مُستوى الأداء. سيما حين يتعلّق الأمر بشخصية فانتازية وغير واقعية مثل تلك التي تلعبها داخل المسرحية.
أما الممثلة قدس جندل، فقد استهلت حديثها عن علاقتها بالمخرج منذ أن كانت طالبة عنده بالمعهد العالي ودوره وأهميته في تكريس ثقافة مسرحية جديدة تنعلق من أسلوب جمالي مغاير لا يعتمد فقط على النص كأساس في تأسيس رؤيتنا تجاه العالم، وإنّما الاهتمام بالتفاصيل السينوغرافية البسيطة وجعلها مدخلاً حقيقياً لقراءة العمل الفنّي وإبراز شخصياته. فهذا النمط المسرحي في نظر الممثلة، هو الذي كان يجعلها تنتظر مسرحيات "أفروديت" كلّ سنة، وجعلها تقبل باللعب في "ما تبقى لكم" بعدما كتب المخرج النصّ باللغة العربيّة، ثم عمل على تحويله إلى الدارجة المغربيّة.
وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه الممثل أبو بكر آيت يحيى الذي اعتبر أنّ عملية التحويل لم تكن صعبة، مقارنة مع فكرة فهم النص والعمل على بلورتها فنيا داخل كل عنصر دقيق من مكونات العمل المسرحي.
وتوزعت باقي المهام بين السينوغرافيا والإنارة لهدى الحامض، والأزياء والمؤثرات البصرية لعبد المجيد الهواس، وإدارة الممثل رضى بناعيم، ثم الفريق التقني: خالد الإدريسي العمراني وأبو بكر أيت يحيى، وإدارة الإنتاج والتواصل رشيدة لكحل.
وتجدر الإشارة إلى أن فقرات برنامج النسخة الـ13 لمهرجان المسرح العربي، المنظمة بمبادرة من الهيئة العربية للمسرح وبتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تتضمن فضلا عن المسابقة الرسمية، عروضا مسرحية مغربية، إلى جانب عدد من الندوات والورشات التدريبية وتوقيعات لعدد من الإصدارات ذات الصلة مع تكريم لفنانين مسرحيين مغاربة.