بمناسبة صدور عمله القصصي الجديد "وكأنه الخلود" يلتقي le360 بالقاص والروائي مصطفى لغتيري في أسئلة حول مساره الأدبي الغني بالمؤلّفات النقدية والقصصية والروائية والشعرية، باعتبارها تُمثّل مدخلاً حقيقياً لفهم عوالم الكاتب الذاتية والتخييلية، سيما حين يتعلّق الأمر بكاتب من جيل التسعينيات وما شهده أدباء هذه المرحلة التاريخيّة من تجديد على مُستوى الكتابة وفهم العالم من زاوية أخرى مغايرة عن تلك التي ألفناها مع جيلي السبعينيات والثمانينيات، حيث البعد الإيديولوجي يطبع النصّ الأدبي ويُحوّل مساره صوب كتابة أكثر تعلّقاً بالسياسة وأهوالها.
وبانتماء صاحب "رجال وكلاب" إلى جيل التسعينيات، فإنّ ذلك ينعكس بقوّة على مساره الإبداعي ويُحوّل فعل الكتابة إلى مختبر تجريبي تتواشج فيه الأجناس الأدبية وتمحي حدودها حتّى تصبح الكتابة أشبه بالنهر الذي تلتقي فيه الأجناس والمعارف والأفكار. وإذا كان الشعر في نظر لغتيري قادراً على تملّك ذائقة القارئ في أمور تتعلّق بالعاطفة والإحساس، فإنّ الرواية تهدم العالم وتُعيد بناءه من جديد بكلّ موضوعاته وشخصياته، لذلك فهي أقرب إلى التقاط نتوءات الواقع أكثر من الأجناس الأدبيّة الأخرى.