بمناسبة الجدل الفنّي الذي يخلقه الفيلم الوثائقي حالياً منذ انعقاد مهرجان الفيلم الوثائقي حول الثقافة والتاريخ والمجال الصحراوي الحساني بالعيون، التقى le360 بالناقد سعيد المزواري من أجل تشريح أحوال هذه الصناعة، التي يعتبرها تعيش غربة، تجعل الوثائقي مُهمّشاً داخل الساحة الفنّية، مقاربة بنظيره الروائي الذي يشهد يوماً بعد يوم، تحوّلاً كبيراً على مُستوى الإنتاج والتوزيع. ويعتبر المزواري بأنّ الرقابة التي تمارس على السينما لم تعُد مؤسساتية، بقدر ما غدت ذاتية تتحكّم فيها هواجس تتعلّق بالذوق والتنشئة والتعليم وغيرها من الأمور التي تعيق عملية التلقي ولا تجعلها ذات خصوصية على مستوى اشتباكها مع الصورة السينمائية.
هذا ولا يفوت المزواري الإشارة إلى أنّ عملية التوزيع تلعب دوراً سيئاً في تهميش هذا الجنس الوثائقي، وجعله مهمشاً، على الرغم من أنّ الحدود بين الوثائقي والروائي أصبحت غير مرئية، ويستحيل القبض عنها داخل الصورة الفنّية، وذلك بسبب أنّه ثمّة الكثير من الأفلام الروائية تُضمر بعضاً من الوثائقي. كما أنّ هذا الأخير يبدو قادراً على مُستوى الصورة تسرّب الخيال إلى طرق وآليات صناعته.
أمّا عن علاقته بالنقد السينمائي، فيرى أنّ السينيفيليا تُعدّ مرجعاً أساسياً لطريقته في الكتابة، لكونها تفتح الصورة على جُرحها وتجعل الكتابة تغوص في ملامحها وأنماطها، كمُحاولة عدم الخروج من بنية الفيلم وعدم الاقتصار على الأمور البرانية المُرتبطة بنظام المعرفة وتشغيلها وإعادة إنتاجها داخل الخطاب السينمائي.