وتجدر الإشارة إلى أنّ كتاب أزوغ ليس الأوّل، وإنّما سبقته مؤلّفات أخرى مثل "شعرية الأحلام في الرواية العربية" و"أدب الأحلام وأحلام الأدب".
وتقوم دراسته الجديدة على إمكانية تطويع المتن الروائي وجعله أفقاً للتفكير والدراسة. لا بحكم المكانة التي غدت تُمارسها الرواية داخل مشاغل المؤسّسات الثقافيّة، وإنّما بسبب طابعها الأدبي المُركّب الذي يجعلها تغوص في أسئلة الذات في علاقتها بالتاريخ والذاكرة والوجود. فالرواية تعتبر أكثر الأجناس الأدبية تعبيراً عن الذات في لحظاتٍ أليمة من الوجود الإنساني، كما أنّ لها قدرة مميّزة على احتضان الأفكار والتعبير عنها بشكلٍ موسّع، بما يجعل أفقها مُمكناً داخل النصّ الروائي.
وحسب المقدمة التي توصل بها le360 فإنّ الرواية في نظر الباحث قد "أصبحت الرواية في السنوات الأخيرة الماضية، الشكل التعبيري الأدبي والثقافي الأول في العالم العربي، كتابة وقراءة، بعدما كان تطور هذا الشكل إلى وقت قريب بطيئا، وتعود الوفرة في الإصدار للنصوص الروائية وتلقيها، إلى عوامل عديدة؛ بعضها كان السبب في أن يعرف هذا الفن طريقَهُ إلى مطبعاتنا، ويتمثل أساسا في أشكال المثاقفة، التي اتسعت مساحتها بظهور الوسائل التكنولوجيا الحديثة وتطورها، وانتشار الكتاب الرقمي، وانخراطنا فيما أطلق عليه "العولمة الثقافية" والتواصلية".
يضيف الباحث "يضم هذا الكتاب مقالات تتناول روايات عربية صدرت في فترات متقاربة خلال العقدين الأخيرين (2003-2021)، يمكن القول على أنها تتمثل بشكل من الأشكال مجموع العناصر الموضوعاتية وكذلك الشكلية الجمالية التي أتينا على الإشارة إليها باعتبارها عناصر أساسية ساهمت في توسيع مساحة مقروئية الرواية وتلقيها، ونرمي من خلال إعادة جمعها ونشرها في هذا الكتاب إلى بيان كيف تنوعت قضايا الرواية وأشكالها بتنوع قضايا المجتمع وانشغال الذات بأسئلتها".