وأوردت يومية "الصباح" على صفحتها الأولى في عددها ليوم الثلاثاء 27 دجنبر 2022، أن عرض الفيلم الوثائقي "زوايا الصحراء... زوايا الوطن" بقاعة العروض بقصر المؤتمرات بالعيون ضمن فعاليات الدورة السادسة من المهرجان، كشف عن وجود مشاهد اعتبرها عدد من الحاضرين "طعنا في نسب وشرف قبيلة الركيبات"، علما أن الفيلم حاصل على دعم من المركز السينمائي.
وقال أحد الحاضرين، حسب الجريدة ذاتها، إن مقتطفا من الفيلم تضمن تطاولا على رمز من رموز الصحراء، وهو الشيخ سيدي أحمد الركيبي، ما استدعى تدخل عبد السلام بكرات والي الجهة، الذي تأكد مما ورد في الفيلم من تحريف للتاريخ ومس بنسب قبيلة الركيبات العريقة، فأصدر أمرا إلى السلطات المحلية بإزالة جميع مظاهر الدعاية للمهرجان من قصر المؤتمرات، وسحب كافة الإعلانات الإشهارية المرتبط به من شوارع المدينة، وتوقيف الأنشطة قبل حفل الاختتام.
واستعان الفيلم الوثائقي بشخص ادعى أنه "باحث ومختص في تاريخ الصحراء"، فصرح أن "الشيخ سيدي أحمد الركيبي، ليس وليا من أولياء الله الصالحين وأنه عاقر"، ما اعتبر جهلا بتاريخ الصحراء وأهلها وطعنا في نسب وشرف أهل الصحراء، تضيف اليومية.
تصريحات، يقول المصدر نفسه، أثارت غضب الحاضرين خاصة أن الفيلم نفسه استفاد من الدعم المالي الذي يخصصه المركز السينمائي المغربي للأفلام الوثائقية المتصلة بالثقافة الحسانية والتاريخ والفضاء والمجال الصحراوي الحساني، ناهيك أن متتبعين أكدوا أن الفيلم نفسه سبق أن حصل على جائزة تقديرية من أحد القناصلة في أوروبا، اعترافا منه بـ"مجهود المخرجة الذي بذلته في إنتاج الفيلم الوثائقي".
وقال المتحدث نفسه إن إحدى الشخصيات السينمائية بالمنطقة أبلغت خالد السعيدي، مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة عن الواقعة، فاتصل المدير بالمخرجة وأمرها بإزالة المقطع فورا من الفيلم، كما أبلغها بعدم السماح بعرضه مجددا لأنه تعمد الإساءة بمكون كبير في الصحراء، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه سيتخذ إجراءات تأديبية ضد لجنة التأشير التي أجازت عرض الفيلم.
وتابعت اليومية سرد ردود الأفعال بخصوص الفيلم الوثائقي المذكور عبر صفحتها الثانية، مشيرة إلى أنه أثار ردود فعل عدد من الفاعلين السينمائيين، فقد قال عبد السلام بوطيب، مدير مهرجان الذاكرة المشتركة بالناظور، إن الحصول على بطاقة مخرج سينمائي لن تجعل من صاحبها مخرجا سينمائيا يخوض في ماض وحاضر ومستقبل البلد، وفي القضايا التي ترهن حال ومستقبل الوطن، داخليا وخارجيا، خاصة أن الإخراج السينمائي قبل كل شيء، التزام سياسي وفني وحقوقي تجاه الوطن وقضاياه.