وبالرجوع إلى قرار لجنة تحكيم المهرجان، فقد فاز المخرج عز العرب العلوي بجائزة فاس للجمهور الخاصّة بالفيلم الطويل، وعبد الله شاكيري بجائزة السيناريو، فيما حصل عبدو المسناوي على جائزة الجمهور للفيلم ودانيا عاشور بالجائزة الكبرى للفيلم القصير وربيع الجوهري بالجائزة الكبرى للفيلم الطويل.
وحسب لجنة التحكيم، فإنّ اختيار الفاسي كأفضل ممثلة جاء نتيجة دورها في فيلم "لامورا" للمخرج الراحل محمد إسماعيل.
ويُعد هذا الفيلم الروائي الطويل آخر أفلام الراحل وأهم أفلامه السينمائية التي تمزج بين سلطة الحكاية وفتنة التخييل. وقد لعبت صاحبة "زمن الرفاق" دوراً قوياً في الفيلم، خاصّة أنّه يندرج ضمن الأفلام التاريخيّة، لا لكونها تعتمد على إكسيسوارات قديمة داخل بيئة إسبانية، بل بمدى التاريخ داخل طيّات الحكاية وقُدرة محمّد إسماعيل في نقله للصورة لدرجة يُصبح فيها "لامورا" وثيقة بصريّة هامّة من تاريخ المغرب.
هذا ويحكي الفيلم قصّة روزا التي ولدت ونشأت وعاشت في إسبانيا من أب مغربي وأم إسبانية، لكنّها تُقرّر ذات يوم الرجوع إلى المغرب من أجل التعرف على جذورها وعائلتها داخل واقع يوميّ مغربيّ مُركّب. وقد حصل الفيلم على جوائز كثيرة بسبب جودة صُوَره ومتانة نصّه (تأليف محمد أمزاوري) وقُدرته على الانغماس في تاريخ مُعطّل لم تكشف عنه الكتابات التاريخيّة التقريرية. غير أنّ مخرج "لامورا" لم يتعمّد إقحام التاريخ في منازعاتٍ يوميّة، بقدر ما جعله مجرّد بنيةٍ داخلية لتوليد الصُوَر والقصص، فكان الفيلم أشبه بترنيمة يتأرجح لحنها بين الواقع والذاكرة.