وتُعد تجربة مونيا بوطالب من الأسماء الفنّية التي بزغ نجمها في السنوات الأخيرة، طالما أنّ اللوحة بالنسبة لها بمثابة مختبر بصريّ لتطويع ذائقتها الجماليّة وفق مفاهيم فنّية ترتكز في بحثها على عنصر المادة والعمل على تحديثها وفق موادٍ جديدة أكثر تعلّقاً بالأرض. ورغم الاهتمام بهذا العنصر الذي يبقى بارزاً في أعمالها، فإنّ موضوع الجذور يكتسب صبغة خاصّة، بوصفها مساراً جمالياً تبحث من خلاله بوطالب على لغةٍ بصريّة جديدة ترتكز على الفكر، وتُحاول من خلاله الحفر في عناصر فنّية تتعلّق بالذاكرة وأهوالها.
في هذا الحوار الخاصّ بـle360 تتحدث مونية بوطالب عن معرضها الأخير في الرباط والدور الذي تلعبه المادة في صياغة عالم تخييلي بالنسبة للوحة. فأعمالها المعروضة تُضمر أكثر ممّا تُظهر، إنّها لا تتوقّف عند حدود التصوير، بل تعمل على استقراء اللامرئي العابر وتحويله إلى صورة فنية متخيّلة. لهذا تعتبر الفنانة أن عملية البحث عن الجذور أشبه بالقبض عن جوهر العلاقات الإنسانية داخل واقعٍ مُتحوّل. فالجذور أشبه بأجساد البشر سرعان ما تتلاشى وتموت إذا لم نحسن العناية بها.
تقدم مونيا بوطالب صورة عن ملامح الفنّ المعاصر في المغرب وفطنة العديد من الفنّانين إلى جملة من التحوّلات التي شهدها براديغم هذا الفنّ، ومنها الاهتمام بمسألة العابر والزائل، كما هو واضح في لوحات بوطالب، وإنْ كانت الفنانة تتجنّب أيّ رؤيةٍ فكرية، بقدر ما تترك عملها تجريبياً مفتوحاً على مُختلف الرؤى والتأويلات المُمكنة.



