منتدى تحالف الحضارات.. قيادات دينية تؤكد أهمية دعم صناع القرار لتعزيز أسس السلام والتعايش بين الثقافات والأديان

المنتدى العالمي التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات

المنتدى العالمي التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات . DR

في 24/11/2022 على الساعة 08:00

أكدت شخصيات وقيادات دينية من بين المشاركين في المنتدى العالمي التاسع للأمم المتحدة لتحالف الحضارات المنعقد بفاس، أهمية دعم صناع القرار السياسي لتعزيز أسس السلام والاحترام المتبادل والتعايش بين الثقافات والأديان.

وأبرزت هذه القيادات، في تصريحات لقناة “إم 24” التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، دور القيادات الدينية في تعزيز السلام والاحترام المتبادل والوئام الاجتماعي ومختلف المبادرات الرامية إلى تعزيز العيش المشترك والسلام والحوار بين أتباع الديانات المختلفة، وكذا مكافحة كل أشكال الكراهية والتطرف.

وفي هذا الصدد، أكد فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، المشرف العام على مشروع “سلام التواصل الحضاري” بالسعودية، أهمية النقاشات الجارية حول تفعيل دور القيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صناع القرار السياسي، تحقيقا لانفتاح حضاري عالمي.

وسجل أنه من دون تعاون القيادات الدينية فإنه لن يكون هناك صوت مسموع بالنسبة للأجيال المقبلة، مشددا على ضرورة قيام هذه القيادة بتغيير طريقة التنظير والخطاب الديني ومحاولة الوصول إلى الشباب عن طريق استعمال تقنيات التواصل الحديثة، ومحاولة فهم ما يدور في أذهان هذه الفئة.

من جهته، شدد الحاخام رون لي باز، نائب رئيس مركز التفاهم بين الأديان (الولايات المتحدة)، على الضرورة الملحة لمثل هذه المناقشات “لإدراك وفهم ارتباطنا ببعضنا البعض لإرساء السلام وتحقيق نوع من التآزر بين البلدان، خاصة في خضم الانقسامات التي يعيشها العالم”.

وبعدما، أعرب عن سعادته بزيارته للمرة الأولى لمدينة فاس، نوه الحاخام بمدى التزام المملكة بمبادئ التسامح الديني وترسيخ قيم العيش المشترك.

بدروه، أكد الحاخام ريتشارد ماركر، الرئيس السابق للجنة اليهودية الدولية المعنية بالمشاورات بين الأديان، أهمية لقاء القيادات الدينية لتأكيد القيم المشتركة، في وقت معقد واستثنائي في تاريخ الإنسانية، مسجلا أنه من المهم أن “ندرك أن العالم في محنة حقيقية والتحدي الذي يواجه الزعماء الدينيين يتمحور حول كيفية استجابتنا لهذه الوضعية العالمية دون الاكتفاء بقول أشياء مبسطة”.

وبعدما نوه بالمغرب الذي يعد “نموذجا رائعا في مجال ترسيخ التعددية كجزء من تاريخه الفريد”، شدد على ضرورة الالتزام بإرساء عالم حيث يمكن للأجيال القادمة تحقيق تنميتها.

أما القس جيمس موفيل، المدير التنفيذي لمركز الوساطة بين الأديان كادونا-نيجيريا، فقد أبرز أن هذا اللقاء حول الأديان بإفريقيا، وخاصة بمدينة فاس، يأتي في وقت يكافح فيه العالم للحفاظ على القيم، معتبرا أن هذا الحوار الذي عقد اليوم يمثل منصة لاستكشاف العالم بأسره.

كما تطرق للمبادرات التي يتم القيام بها لتشجيع الحلول التي ستمكن من مد الجسور بين الأديان والثقافات.

ويترأس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بشكل مشترك مع نائب الأمين العام، الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، ميغيل أنخيل موراتينوس، هذا المنتدى العالمي الذي يعرف مشاركة 1000 مشارك، موزعين بين وفود رسمية تنتمي إلى مجموعة دول ومنظمات أصدقاء التحالف والمجتمع المدني وفاعلين في مجال عمل التحالف وأكاديميين وشباب وطلبة.

وتتوخى هذه التظاهرة العالمية تعزيز الحوار والتعاون بين مختلف المجتمعات والثقافات والحضارات ومد الجسور من أجل توحيد الشعوب، بعيدا عن اختلافاتهم الثقافية أو الدينية، وذلك من خلال تطوير سلسلة من الإجراءات الملموسة الهادفة إلى تجنب الصراعات وبناء السلام.

وتعد استضافة المملكة لهذا الحدث تأكيدا على التزامها الفعال بمبادئ الحوار والتعايش واحترام الآخر.

ويمثل هذا الحدث الهام فرصة فريدة لتعميق النقاش حول محاربة التطرف العنيف ومكافحته وتعزيز الدور المركزي للتربية، وكذا دور المرأة كوسيط وصانع للسلام، إضافة إلى مكافحة معاداة السامية وكراهية الأديان وتعزيز دور الرياضة كوسيلة لتحقيق السلام والاندماج وتوحيد الخطاب حول الهجرة وتعزيز دور الزعماء الدينيين في نشر السلام والتعايش الاجتماعي والتعدد الثقافي، وكذا مكافحة خطاب الكراهية على الفضاء الرقمي.

تحرير من طرف Le360 مع و.م.ع
في 24/11/2022 على الساعة 08:00