"مساء الخير أصدقائي! استقبال جميل خصصه لي الجمهور هذا المساء بالدار البيضاء، لكن لا يمكنني أن أقول مثل هذا الكلام عن المعهد الفرنسي بالمدينة ذاتها الذي افتقد الحرفية، سواء على المستوى التقني أو الإنساني. شكرا للجمهور الذي أنقذ الأمسية". هكذا كتبت الفنانة الجزائرية سعاد ماسي، على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عن بعض ما عانته خلال سهرة أمس بمسرح محمد السادس بالبيضاء. Le360 عاين كيف كانت "الكواليس" مغلقة في وجه الفنانة وفرقتها "أصوات قرطبة"، حتى حضر مدير المسرح فأمر بفتحها.
"معاناة" صغيرة لم تمنع الفنانة من إنجاح سهرتها، فقد اهتز لها الجمهور وتفاعل معها، هو الذي غص به هذا الفضاء البلدي، فسافرت به أوتار العازف الفرنسي "إيريك فيرنانديز"، التي ناغت صوت سعاد ماسي، وحتى أوتار قيثارتها، في سفر عاد به إلى "زمن الوصل بالأندلس"، مع أشعار ابن زيدون وابن الخطيب، لكن أيضا إلى زمن العباسيين وشاعرهم الكبير المتنبي، قبل أن تعود إلى فجاعيات الزمن الحديث مع محمود درويش. سفر موسيقي تنقل بين النغمة العربية والأندلسية بنكهة غربية، نهلت من موارد الروك والسول والفانك... والفلامينكو، حيث ألهبت "صابرينا روميرو" الخشبة وأدهشت الجمهور برقصاتها الأندلسية الغجرية وبالكلمات التي كانت ترددها بصوتها الشجي المتماهي مع هذا اللون الفني البكائي.
ليلة تكامل فيها عزف الأكورديون بأنامل أليكسندر لوتو، وإيقاعات "لاباتري" من طرف "خوسي كورتيس"، وأيضا "دربوكة" وطر رابح خلفة، الذي شنف الآذان أيضا بكلمات صدح بها بصوته الرخيم.