هذا ويُعتبر فنّ الفيديو بمثابة مدخل معرفي حقيقي صوب الحداثة البصريّة، باعتباره من التعبيرات الفنّية القادرة على التأثير في خصوصية الثقافة المغربيّة. على الرغم من أنّ هذه الأخيرة، ماتزال يطبعها الكثير من التقليد في تعاملها مع هذه الوسائط البصريّة في تأسيس خطابٍ فكريّ قادر على حلّ الكثير من قضاياها وإشكالاتها.
لهذا فإنّ التحوّلات التي غدت تعرفها الثقافة المعاصرة، تجعل كلّ ثقافات العالم تدخل في سجالٍ فكريّ مع الصورة الفنّية بكافّة حمولاتها ومُتخيّلها، بحكم أنّها تطرح على الفكر المعاصر إمكانات مُذهلة للتفكير، رغم أنّ الفكر العربي نفسه، يظلّ بمنأى عن التفكير في الصورة عموماً، فبالأحرى الفيديو وما يفرضه من ثقافة تقنية كبيرة وتأمّل فلسفي يغوص في عوالم صُوَره المُتحرّكة، ومقارنتها بنظيرتيها السينمائية والفوتوغرافية.
وفق هذا الأفق الفكريّ المحض، يأتي حوار le360 مع المدير الفنّي للمهرجان الدولي لفنّ الفيديو بالدارالبيضاء مجيد سداتي، ليُعيد ترميم الذاكرة البصريّة، فهو مهرجانٌ فنّي تُنظّمه منذ سنوات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن امسيك بالدارالبيضاء، في سياق الانخراط بالتحوّلات الجمالية التي تطال الفنّ المعاصر.
هذا ويُعدّ مجيد سداتي من الأسماء المعروفة في الوسط الثقافي، ممّن اهتمّوا بالسينما وقدّموا لها الشيء الكثير من خلال عرض أفلامٍ وإجراء حواراتٍ خاصّة مع فنانين ومخرجين ومفكرين وأدباء كضيوف البرنامج الشهري داخل رحاب كلية الآداب بن امسيك. وإذا كان اهتمام ساداتي بهذا التعبير الفنّي أكثر من غيره، فلأنّه يُفضّل الإقامة في الحداثة بكافّة تجلّياتها الجماليّة، بما يجعله مُنتمياً إلى الزمن المعاصر وقادراً على ابتداع تظاهرات فنّية تنبثق من الراهن المغربيّ، وما يدور في فلكه من قضايا وإشكالات.
تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط