استطاع المخرج والموسيقي كمال كمال انتزاع جائزة أفضل موسيقى عن موسيقى فيلم "العبد" للمخرج الاله الجواهري.
ولا تعتبر هذه المرّة الأولى التي يفوز فيها كمال كمال بجائزة عربيّة مرموقة، سواء من خلال الموسيقي التي يُشارك في وضعها لبعض الأفلام المغربيّة أو كمُخرج سينمائي مميّز له القدرة على تجديد الصورة السينمائية، بحكم الإمكانات الجماليّة المُذهلة التي تحبل بها أفلامه السينمائية. خاصّة أنّها تُزوّد السينما المغربيّة بنفسٍ جديدٍ، يجعلها قادرة على تحقيق نهضةٍ قويّة تتجاوز أساليب التقليد والمحاكاة. ورغم أنّ سينما كمال كمال تبدو غير محظوظة على مستوى الدعم والدعاية لها، إلاّ أن أهل السينما يعرفون القدرات الكبيرة التي يمتلكها المخرج وحسّه الموسيقي الرفيع الذي جعله مُتوّجاً قبل أيام قليلةٍ بقرطاج السينمائي بجائزة أفضل موسيقى أصالة.
أمّا جائزة أسبوع قرطاج للنقاد، فقد فاز بها المخرج المغربي الهادي أولاد محند عن فيلمه "بين الأمواج" من خلال حكاية أسرة مستقرة بشمال المغرب، لكنها تعيش أزمة داخلية بسبب إصابة الأب بمرض نفسي. وإذا كانت العادة قد درجة في هذا النوع من الأفلام السينمائية على جعل الصور أكثر واقعية، فإنّه الهادي أولاد محند يعمد إلى نوعٍ من الصور الشاعرية التي يجعل معها حكاية الفيلم تتّخذ بعداً إنسانياً قوياً قادراً على التأثير في وجدان المُشاهد المغربي. هذا الأمر، جعل الفيلم يحظى بجوائز كثيرة ويُتوّج معه المخرج وجهاً جديداً يعطي للسينما المغربية أفقاً مغايراً، بعيداً عن الأفلام التنميطية ودراما الصالونات المغربيّة.
وعادت الجائزة الثالثة التي يمنحها المركز الوطني للسينما والصورة، لفيلم "صيف في بجعد" للمخرج المغربي عمر مول الدويرة، عبر حكاية مهاجر مغربي يُقرّر العودة نهائياً إلى مكان ولادته "أبي الجعد" رفقة أولاده الذين لا يعرفون أيّ شيء عن مسقط رأسه. بهذه الطريقة يغوص عمر مول الدويرة في رسم ملامح جيل جديد من خلال مشاكله وإحباطاته. هذا ويعتبر صاحب "فوهة" من أبرز الوجوه السينمائية الجديدة في المغرب التي غدت اليوم تُمثّل السينما المغربيّة في المحافل والمهرجانات العربيّة، سيما وأنّ فيلمه "صيف في بجعد" قد سبق وأن اختاره منظمو مهرجان مالمو للسينما العربيّة، ضمن قائمة المشاريع المختارة للمشاركة والتنافس على منح ما بعد الإنتاج.