وقد شهد العرض حضور مجموعة من الممثلين والنقاد المغاربة، إلى جانب الفريق الفني من الفيلم كيونس بواب وعبد النبي البنيوي وهاجر بوزاويت وحسن فولان وغيرهم. وتميز لحظة العرض بالكثير من التفاعل من لدن الجمهور خلال لحظاتٍ مُستقطعة من الفيلم، تُؤكد المكانة المركزيّة التي ما زالت تحتلها أفلام إدريس المريني في وجدان المغاربة.
انطلاقاً من عدد من الأفلام التلفزيونية والسينمائية التي أنجزها مثل: "بامو" و"الحنش" و"عايدة" وغيرها. ففي كل عمل سينمائي يصدره المريني تتنوع الشخصيات وتتعدّد الموضوعات وتتفرّع القصص عن الحكايات الأصل. إنّه يبني عالماً، هو عبارة عن مزيج بصريّ بين الواقع والخيال، حيث الصورة مُركّبة لا يُميّز فيها المُشاهد بين الصورة والسيمولاكر.
لقد حرص إدريس المريني منذ بداياته الفنية على إقامة اشتباك حقيقي مع النص الروائي، باعتباره جنساً أدبياً قادراً على أنْ يكون قاطرة للعمل السينمائي. وذلك بحكم السحر الآسر الذي تُمارسه الرواية على مخيلة المخرج، إذْ تقوده دوماً إلى اكتشاف ملامح جمالية داخل النصّ، فيعمل على تحويلها إلى صورة سينمائية مُتخيّلة.
هذا الأمر، يتبدّى بشكل واضح في تضاريس الصورة السينمائية في فيلم "جبل موسى" الذي لم يحرص فيه المريني على نقل ميكانيكي للواقع، وإنّما على توفير مساحات أخرى للاشتغال داخل فضاء الصورة. هنا يتدخل التخييل البصريّ بكلّ سُلطته على تحويل قوانين النص وتهديم ما يُمكن اعتباره حقيقة داخل النصّ. ذلك إنّ الصورة السينمائية لها قوانينها البصريّة الخاصّة التي تُميّزها عن النصّ الروائي وتجعلها تدخل في اشتباك حقيقي مع واقع النصّ.
تصوير ومونتاج: أناس زايدواي
