وشكل هذا الحدث، المنظم في إطار الأنشطة الثقافية المبرمجة خلال فصل الربيع، على هامش المهرجان السنوي للزهور "Floriade"، فرصة للسفارة المغربية بكانبيرا لفتح أبوابها أمام حوالي 400 أسترالي، لاكتشاف التاريخ والثقافة العريقة للمملكة.
وتابع المشاركون من مختلف الفئات العمرية، طريقة تحضير الشاي المغربي وتمكنوا من تذوقه خلال حفل شاي تقليدي، قبل أن يتعرفوا أكثر على المغرب، من خلال معرض حول الجوانب التاريخية والاقتصادية والثقافية للبلاد.
وسلط هذا المعرض الضوء على التاريخ العريق للمغرب، منذ عهد الدولة الإدريسية، وكذا عصر ما قبل التاريخ، والوجود الروماني في المغرب، والعثور بالمغرب على أقدم بقايا للإنسان العاقل في العالم والتي يعود تاريخها إلى أكثر من 300 ألف عام، وهو الأمر الذي أثار إعجاب المشاركين على نحو خاص.
وتناول الجانب الثقافي للمعرض على الخصوص، تفرد اللباس التقليدي، وثراء التراث المعماري، وجمال مختلف أشكال الصناعة التقليدية المغربية، من قبيل منتجات الفخار، والجلد، والزليج المغربي.
وشمل المعرض أيضا صناعة منتجات من زيت الأركان، وهو نشاط تجاري مهم تقوم فيه المرأة المغربية بدور أساسي.
أما في ما يتعلق بالجانب التاريخي، فقد ركز المعرض على تاريخ استقلال المغرب انطلاقا من سنة 1956 وصولا إلى سنة 1975، عام تنظيم المسيرة الخضراء المظفرة التي أعلنها الملك المغفور له الحسن الثاني، والتي شكلت نقطة تحول حاسمة في نضال الشعب المغربي من أجل استرجاع أقاليمه الجنوبية.
ومن جهة أخرى، تمكن الضيوف من التعرف على بعض الشخصيات المعروفة في تاريخ المغرب، مثل ابن بطوطة وفاطمة الفهرية، التي أسست جامعة القرويين، أقدم جامعة في العالم مازالت تعمل حتى الآن.
كما سلطت السفارة، بهذه المناسبة، الضوء على التطور الاقتصادي الذي شهده المغرب خلال العقدين الماضيين، في عهد الملك محمد السادس، وكذا على انخراط المملكة في مشاريع تنموية كبرى في مجال البنية التحتية، ولا سيما ميناء طنجة المتوسط، وهو أول ميناء للحاويات في إفريقيا والبحر الأبيض المتوس، بالإضافة إلى أكبر مجمع للطاقة الشمسية في العالم "نور ورزازات".
وفي هذا الصدد، تم خلال هذا المعرض إبراز جهود المغرب ليصبح أحد المنتجين العالميين للطاقة الخضراء، ولا سيما الهيدروجين الأخضر.