ليس حمادي غيروم مجرّد اسم عابر في تاريخ السينما المغربيّة، ولكنه من الوجوه المؤسسّة لعملية التلقي الفيلم المغربيّ، بحكم ما راكمه من نصوص قوية البنيان، شامخة التشييد، إذْ تتميّز دوماً بنوع من المعرفة العالمة التي يُصبغها غيروم على كتاباته. ولا يخفى أن غيروم يُعد أحد المؤسسين الفعليين للأندية السينمائية في المغرب.
هذا الأمر جعله قبل سنوات قليلة يُؤسس مهرجان للسينما المستقلة بالدارالبيضاء ويعنى بعرض مجموعة من الأفلام التي تعنى بتحرير المتخيل. وتتميز اختيارات غيروم بدقة نوعية في اختيار الأفلام وعرضها، بما يجعلها تُحرر متخيل المشاهد المغربي وتدفعه صوب البحث عن أفلام سينمائية عالمية حقيقية تخرجه من تكلس الفيلم التربوي وتدفعه صوب حداثة بصرية.
في حوار الخاصّ مع le360 يعتبر غيروم أنّ لا أحد يستطيع اليوم أن يستثني الدور الذي لعبته الجامعة الوطنية للأندية السينمائية، رغم أنه يلح أن الناقد القديم انتهى ويحتاج إلى عملية تجديد. لأنّ القديم في نظرك يبقى حاضراً لكنه يصبغ بجديد تؤسس عليه العملية السينمائية
وعن سؤال السينما والتاريخ، يرى غيروم أن السينما لها قدرة مذهلة على التأريخ للحدث السينمائي وجعله يتنزل منزلة عميقة داخل الصورة، فهي ما يُحرره من الواقع ليركب غمار المتخيل. وذلك بسبب تشابه عناصر وميكانيزمات السينمائي والمؤرخ داخل مستويات تتعلق بالسرد والحكي والزمن. وهي أمور مشتركة داخل التخييل السينمائي وطبيعة الكتابة التاريخية المعاصرة.
تصوير وتوضيب: أنس الزيداوي