بعمر 72 سنة، يعد المعلم سعيد بنأديبة من بين رواد صناعة الزليج البلدي الذي تتميز وتتفرد به المملكة المغربية، حيث راكم خبرة وتجربة كبيرة قلت نظيرها في الوقت الراهن.
في حواره مع Le360، كشف لنا هذا المعلم الخبير في مجاله عن العديد من الخبايا التي راكمها خلال مساره الحرفي الحافل بالخبرة، إذ أن العديد من المعالم الدينية والثقافية تشهد على صنعة أنامله المبدعة.
سعيد بنأديبة كانت انطلاقته في عالم الفسيفساء عام 1962 حينها كان يبلغ 12عاما فقط، فرغم صغر سنه إلا أن المعلمين الذين أشرفوا على تدريبه انبهروا بحرفيته العالية في ترويض أحجار الزليج بين أنامله التي لم تشتد بعد آنذاك.
بعد اشتداد عوده وتشربه بالصنعة من طرف المعلمين الكبار في قاع مدينة فاس، اشتغل بنأديبة في العديد من المساجد الكبرى بمختلف الدول العربية والأجنبية، على غرار الجامع الكبير في ساحل العاج، وحوالي 12 مسجدا في سلطانة عمان، وكذا المملكة السعودية والإمارات، علاوة على التحفة المعمارية الضخمة المتمثلة في مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء.
فضلا عن اشتغاله في القصور الملكية في عدد من المدن المغربية، كالصخيرات والرباط وإفران ومراكش وبوزنيقة.
فسيفساء المعلم بنأديبة امتدت إلى شيكاغو الأمريكية عبر نافورتها الكبيرة، كما ساهم في تشييد الحديقة الملكية في اليابان، هذه الأخيرة ستفتتح في الأيام المقبلة، فضلا عن العديد من الأعمال الأخرى الشاهدة على تفوقه.
تتلمذ على يد المعلم بنأديبة حوالي أربعين متعلما تلقنوا أساسيات وخبايا هذه الصنعة الصعبة، حيث لا زال يحتفظ بصورهم وأسماءهم وتواريخهم لحد الآن ضمن مجلد مخصص لذلك.
على حد قول سعيد بنأديبة فإن الخلف متوفر في حرفة الزليج البلدي، حيث أن هناك العشرات من المعلمين الذين يتقنون صنعة الزليج البلدي بمختلف أنواعه وزخارفه، إلا أنه يجب الاهتمام بشكل أكبر بهذه الحرفة عبر تخصيص وزارة للصناعة التقليدية.
كان الحوار طويلا وشيقا مع الصانع سعيد بنأديبة الخزرجي، حيث حكى لنا عن تجاربه المثيرة وتشريفه من طرف الملوك محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس. هذا وأكثر ستجدونه من خلال هذا الفيديو:
تصوير ومونتاج: أنس الزيداوي