بالفيديو: المفكّر نور الدين أفاية يستشكل عوالم الصورة ومُتخيّلها

Abderrahim Et-Tahiry / Le360

في 20/09/2022 على الساعة 18:15

يُعدّ المغربيّ محمّد نور الدين أفاية، من أهمّ المفكّرين الذين انشغلوا بالدرس السينمائي داخل التفكير الفلسفي من خلال عددٍ من المؤلّفات الفكريّة التي تتناول في خطابها الفلسفي الصورة السينمائية بالدرس والتحليل مثل: "الصورة والمعنى"، "معرفة الصورة"، صور الوجود".

في حواره الخاصّ مع Le360 بمناسبة صدور كتابه الجديد "صور الوجود في السينما والفلسفة"(2022) وأيضاً بمناسبة تعيينه مديراً للمعهد الأكاديمي للفنون، يرى محمّد نور الدين أفاية بأنّ وعيه بالتفكير في مفهوم الصورة فلسفياً، قاد جاء نتيجة إلى الطفرة البصريّة التي يشهدها العالم، سيما في مجال التواصل، بحيث فرضت نمطاً جديداً على مُستوى إنتاج المعرفة والصُوَر. بحيث بدا صعباً العيش خارج مجال إنتاج الصُوَر، وهذا ما دفعه شخصياً إلى تخصيص وقتٍ كبيرٍ للتفكير في الظاهرة السينمائية ورصد المالات العصيّة التي تمُرّ منها الصورة في عملية اشتباكها مع مفهوم الإدراك البصريّ الذي جعله يُخصّص له مؤلّفاً جامعاً يتناول فيه الكيفية التي تتمّ بها هذه العملية، انطلاقاً من مجهودات العديد من المفكّرين الغربيين الذين عرفوا باهتمامهم الفلسفي بمجال الصورة، كما هو الحال عند جيل دولوز وريجيس دوبري على سبيل المثال لا الحصر.

هذا وتجدر الإشارة بأنّ صاحب "النهضة المعلّقة" يُعتبر حالة فريدة في الفكر العربي المعاصر، لكونه عمل منذ ثمانينات القرن المنصرم، على وضع الصورة السينمائية داخل مجال البحث الأكاديمي وجعل السينما أفقاً للتفكير، لما تمنحه من إمكاناتٍ ثرّة وغنيّة بالنسبة للمُفكّر تدفعه دوماً إلى تجديد فكره والاشتباك مع قضايا ذات صلةٍ بالزمن المعاصر. ولأنّ السينما أكثر الفنون شعبية وتأثيراً في نفوس المُشاهد، فقد حرص محمّد نور الدين، على أنْ تكون السينمائية موضوعاً أثيراً لمُجمل كتاباته حول السينما في علاقتها بالمتخيّل، وذلك من خلال تخصيص مجموعةٍ من المؤلّفات للصورة السينمائية، باعتبارها ظاهرة فنّية تستحقّ كل التفكير والتأمّل.

وفي هذا الصدد، يعتبر أفاية بأنّ الفكر العربي المعاصر ظلّ بمنأى عن التفكير في الصورة السينمائية وعوالمها المتخيّلة، حيث يُلاحظ المُتابع مدى غياب السينما في مشاريع كبار المفكّرين، لكنّها تحضر وبقوّة، بوصفها مُمارسة يوميّة قادرة على تخليص المجتمعات المعاصرة من لحظات التشظّي والانحطاط، كما يحضر ذلك في كتابات العديد من نقّاد السينما في كلّ من مصر ولبنان والمغرب وتونس.

وعن تعيينه مُديراً للمعهد الأكاديمي للفنون التابع لأكاديمية المملكة المغربيّة، يرى الأستاذ أفاية بأنّ المؤسسة الأكاديمية، قد فكّرت في الاهتمام بالجانب الفنّي للحضارة المغربيّة في مختلف تعبيراتها البصريّة وغيرها، بما يرتبط بها من تشكيل وسينما وفوتوغرافيا وفنون شعبية، بما يجعلها تتماهى مع مُختلف التحوّلات الأنطولوجية والمعرفية التي طالت المجتمع منذ 20 سنة خلت.

تصوير وتوضيب: عبد الرحيم الطاهيري

تحرير من طرف أشرف الحساني
في 20/09/2022 على الساعة 18:15