في حوار مع le360 على هامش تصوير مُسلسلها الجديد "الرحاليات" تقول صاحبة "سوق الدلالة" بأنّ انتقالها من المسرح والصحافة إلى مجال الدراما، كان سلساً وتلقائياً وله علاقة بـ "حبّ" المهنة. تقول أنّها كانت تشتغل عل روبورطاجات في المجال النسائي، وحتّى عندما انتقلت إلى التلفزيون، ظلّت تشتغل على المرأة في الجبل، الأمازيغية منها على الخصوص. فمن هذا المنطلق بدأت تشتغل على بورتريهات خاصّة بالمرأة والطفل، حيث انتقلت إلى المجال الدرامي من خلال تأليف سيناريوهات مع المُنتج والمُؤلّف أحمد بوعروة.
هذا وتُضيف جميلة البرجي بأنّها تنهل من التاريخ مجموعة من الأحداث والشخصيات وكلّ شخص يعمل على توليفها بطريقته الخاصّة. ويكفي أن نُشير إلى تلك الشخصية التاريخيّة وتقديمها اكسيسوارات تاريخيّة عنها. أيْ أنّ مفهوم التاريخ يختلف من شخصٍ إلى آخر، وبالتالي، حينما نعمل على استعادته درامياً، انطلاقاً من منظورنا الشخصي، مع الحرص على تأكيد بعض الحقائق. وحتّى إنْ جاء شخصٌ ما، فإنّه سيتناول الشخصية بطريقة أخرى مُختلفة، بحكم اختلاف وتبيان درجة التفكير والتخييل. لذلك فإنّ الواقع يظلّ على المستوى الإجرائي فنياً، حيث يصعب الاقتراب إلى الحقيقة أو خلق صورة مطابقة لها، بسبب وجود عنصر التخييل. فالعمل التلفزيوني بالنسبة لها يدفعها إلى الاشتغال على "جماليّات الصورة والصراع الدرامي والخير والشر".
وقد حرصت جميلة البرجي في مسلسلها الجديد "الرحاليات" على إعطاء العمل صبغة مغربيّة محضة، أوّلاً، على مستوى الإطار التاريخي والزمني للحكاية منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وثانياً، على مُساوى الاكسيسوارات التاريخية المُذهلة المُستخدمة في العمل الدرامي، والتي تزيد من وعي المخرجة بموضوعها والحقبة الزمنية التي تتناولها بالتخييل البصري. وإذا كانت الاكسيسوارات الفنّية في "الرحاليات" تُمثّل عنصراً جمالياً مُستقلاً، فذلك يعود بشكلٍ أساس إلى ايمان المخرجة القويّ بمفهوم الدراما التراثية وقُدرتها على تغذية هذا اللون الدرامي الجديد / القديم، والذي بدا واضحاً في تجربتها الفنّية، مقارنة بأعمال تلفزيونية أخرى.